في بيان وصل عرب كندا نيوز جاء فيه أن زعيم حزب المحافظين أطلق حملة انتخابية قوية، متعهدًا بوضع “كندا أولًا” من خلال تنفيذ تغييرات جذرية في السياسة الداخلية والخارجية، ومعالجة ما وصفه بـ”عقد ليبرالي ضائع” أدى إلى ارتفاع تكاليف المعيشة، وزيادة الجريمة، وتراجع مكانة كندا الاقتصادية.
التصدي لتهديدات ترامب
في خطاب انتخابي ناري، ركز زعيم المحافظين على التهديدات التي يشكلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سيادة كندا، مشيرًا إلى أن كندا بحاجة إلى حكومة قوية وقادرة على الدفاع عن مصالحها في مواجهة الضغوط الأميركية. وقال:
“الرئيس ترامب يدّعي أن كندا ليست دولة حقيقية. يريد كسرنا حتى تتمكن أميركا من امتلاكنا. لن نسمح بذلك. سنواجه هذا التهديد غير المبرر بحزم وتصميم، لأننا لن نكون أبدًا جزءًا من الولايات المتحدة ولن نتخلى عن سيادتنا وحريتنا.”
وأضاف أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على كندا تمثل اعتداءً على الاقتصاد الكندي، مشيرًا إلى أن الحكومة الليبرالية السابقة فشلت في حماية مصالح كندا في مواجهة هذه التحديات.
انتقاد “العقد الليبرالي الضائع”
وصف زعيم المحافظين السنوات العشر الماضية تحت حكم الحزب الليبرالي بأنها “عقد ضائع”، مشيرًا إلى أن السياسات الليبرالية أدت إلى ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 37% مقارنة بالولايات المتحدة، وتسببت في أزمة إسكان خانقة جعلت امتلاك منزل حلمًا بعيد المنال للأجيال الشابة.
وأشار إلى أن سياسات الهجرة الليبرالية “غير المنضبطة” ساهمت في تضخم الطلب على السكن، بينما منعت البيروقراطية الحكومية بناء المزيد من المنازل. وقال:
“الأمهات العازبات يذهبن إلى النوم جائعات، وكبار السن يواجهون خيارًا صعبًا بين التدفئة وتناول الطعام. هذا ليس وعد كندا. إنه فشل الليبراليين.”
برنامج المحافظين: “كندا أولًا”
تعهد زعيم المحافظين بتطبيق سياسات تهدف إلى استعادة الازدهار الاقتصادي والأمن الاجتماعي من خلال:
• إلغاء ضريبة الكربون التي فرضها الليبراليون وزيادة فرص العمل في قطاع الطاقة.
• خفض الضرائب على العمل، الإسكان، الطاقة، والاستثمار لتخفيف العبء عن المواطنين.
• إصلاح قطاع الإسكان عبر إلغاء ضريبة المبيعات على المنازل الجديدة، وتحفيز البلديات لتسريع تصاريح البناء وتخفيض الضرائب على العقارات.
• تعزيز أمن الحدود من خلال وقف “المبادرات الليبرالية الخطيرة” في مجال الهجرة، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وتشديد إجراءات اللجوء.
• إعادة بناء القوات المسلحة من خلال بناء قاعدة عسكرية جديدة في القطب الشمالي، وزيادة عدد القوات، وتعزيز قدرات الدفاع الوطني.
• إصلاح نظام العدالة الجنائية عبر إلغاء قوانين “الإفراج المشروط” التي تبناها الليبراليون، وفرض عقوبات مشددة على الجرائم المتكررة، وتجريم المخدرات القوية.
• تطوير البنية التحتية للطاقة عبر بناء خط أنابيب وطني جديد لتصدير النفط من البراري إلى الساحل الأطلسي، مما يعزز استقلال كندا في مجال الطاقة ويقلل الاعتماد على الولايات المتحدة.
موقف صارم تجاه الهجرة
أكد زعيم المحافظين أن حكومته ستفرض قيودًا على الهجرة، وستلغي “مبادرة القرن” الليبرالية التي تهدف إلى رفع عدد سكان كندا إلى 100 مليون نسمة. وقال إن هذه السياسة “غير واقعية” في ظل أزمة السكن الحالية.
وأضاف:
“سنعيد السيطرة على حدودنا. سنرحب بالمهاجرين الذين يساهمون في بناء كندا، لكننا سنوقف تدفق الهجرة غير الشرعية وسنمنع الاحتيال في طلبات اللجوء.”
التصدي لتأثير ترامب وكارني
وجه زعيم المحافظين انتقادات حادة إلى مارك كارني، رئيس الوزراء الليبرالي الجديد، معتبرًا أن سياسته الاقتصادية لا تختلف عن نهج ترامب. وقال:
“كارني وترامب متفقان في نقطة واحدة: كلاهما يريد فرض ضرائب على الصناعة الكندية – ترامب من خلال الرسوم الجمركية، وكارني من خلال ضريبة الكربون. سنوقف ذلك.”
وأكد أن حكومته ستلغي قانون ضريبة الكربون بالكامل، وستعمل على تقوية الاقتصاد المحلي من خلال دعم المشاريع الصناعية الوطنية وتخفيف الأعباء الضريبية عن المواطنين.
تعزيز الاقتصاد الوطني
تعهد زعيم المحافظين بإنشاء “مناطق جاهزة للبناء” في أنحاء كندا، حيث سيتم تسريع إجراءات الموافقة على المشروعات الصناعية الكبرى، بما في ذلك مصانع الغاز الطبيعي، خطوط الأنابيب، والمناجم.
وأضاف أن بناء خط أنابيب وطني جديد سيُسهم في إنهاء اعتماد كندا على الطاقة المستوردة، ويساعد في تصدير النفط والغاز الكندي إلى أوروبا، مما يعزز مكانة كندا على الساحة الدولية.
إعادة بناء “الوعد الكندي”
أكد زعيم المحافظين أن حكومته ستعيد “الوعد الكندي” بأن العمل الجاد يمكن أن يضمن للجميع حياة مزدهرة في كندا. وقال:
“أريد أن يستعيد كل كندي حقه في حياة كريمة في منزل آمن، على شارع نظيف، تحت علمنا الوطني الذي يرفرف بفخر.”
رسالة للأمل والتغيير
اختتم زعيم المحافظين خطابه برسالة مباشرة إلى الكنديين، قائلاً:
“إلى الأم التي تعاني من ارتفاع أسعار الغذاء – التغيير قادم.
إلى الشاب الذي يريد مغادرة منزل والديه وامتلاك بيت خاص – الأمل في الطريق.
إلى كبار السن الذين يختارون بين التدفئة والطعام – هناك مستقبل أفضل بانتظاركم.
سنعيد بناء هذا البلد، وسنعيد إليه مجده.”
“كندا أولًا – من أجل التغيير”
تعهد زعيم المحافظين بأن الانتخابات المقبلة ستمثل لحظة فارقة في تاريخ كندا، مؤكدًا أن حكومته ستضع مصالح الكنديين أولًا، وستعمل على حماية سيادة كندا واستعادة مكانتها الدولية.
وقال في ختام خطابه:
“سننهض معًا. سنحارب معًا. سنفوز معًا. من أجل كندا. من أجل شعبنا. من أجل أرضنا. من أجل كندا أولًا – من أجل التغيير.”