آخر الأخبار

الدولار الكندي تحت الضغط: تراجع مستمر وسط تحديات اقتصادية محلية ودولية

تورونتو – عرب كندا نيوز

يشهد الدولار الكندي تراجعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية، مع انخفاض قيمته أمام نظيره الأميركي إلى مستويات لم تسجل منذ أشهر، وسط مزيج من الضغوط الاقتصادية الداخلية والتقلبات العالمية التي تؤثر على أداء العملة الكندية بشكل مباشر.

وبحسب بيانات الأسواق المالية، بلغ سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الدولار الكندي حوالي 1.43 دولار كندي، في إشارة إلى ضعف متزايد في العملة الوطنية. ويأتي هذا التراجع في وقت تتجه فيه البنوك المركزية، وعلى رأسها بنك كندا، إلى مراجعة سياساتها النقدية في ظل تباطؤ النمو وارتفاع مستويات التضخم.

سياسات نقدية حذرة وتوقعات بخفض الفائدة

يواجه بنك كندا ضغوطًا متصاعدة لخفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة، دعمًا للنشاط الاقتصادي المتباطئ. ومع تراجع الإنفاق الاستهلاكي وتقلص الصادرات، باتت السياسة النقدية أكثر مرونة، وهو ما يزيد من الفجوة بين أسعار الفائدة الكندية والأميركية، ويؤدي إلى تراجع الطلب على الدولار الكندي في أسواق الصرف العالمية.

أسعار النفط والروابط التجارية: عاملان حاسمان

تُعد كندا من كبار مصدري الطاقة، ويؤثر أي تراجع في أسعار النفط بشكل مباشر على قيمة الدولار الكندي. ومع استمرار حالة عدم الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، إضافة إلى التوترات التجارية مع الولايات المتحدة بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على واردات السيارات، تزداد الضغوط على العملة الكندية.

مخاوف المستثمرين وتراجع ثقة الأسواق

أدى التصعيد الأخير في السياسات التجارية إلى تقلبات حادة في ثقة المستثمرين، خصوصًا مع تهديدات بفرض رسوم انتقامية متبادلة بين كندا والولايات المتحدة. هذه التوترات دفعت المتعاملين في الأسواق إلى التحوّط من خلال التوجه نحو الدولار الأميركي كملاذ آمن، مما أدى إلى زيادة الطلب عليه مقابل الدولار الكندي.

توقعات المرحلة المقبلة

يتوقع خبراء الاقتصاد أن يستمر الضغط على الدولار الكندي في المدى القصير، ما لم تظهر مؤشرات قوية على استقرار سياسي واقتصادي داخلي، أو تحسن في أسعار السلع الأساسية التي تعتمد عليها كندا. وفي ظل هذا المشهد، تبقى تحركات بنك كندا وسياسته تجاه أسعار الفائدة عاملًا محوريًا في تحديد مسار العملة الوطنية خلال الأشهر القادمة.