'' لو ''
لو أنَّكَ تأخذُني على مَحْمَلِ الضوءِ و أنت تُسدلُ ستائرَ اللهفةِ على امراةِ النِسيانِ ، أنا المتروكةُ في ذمَّةِ الغبارِ كمرآةٍ كابية.
لو أنَّكَ تأخذُني على مَحْمَلِ الماءِ و أنت تتنزّلُ رقراقاً على أرضٍ غريبةٍ ،أنا المُنتظِرةُ احتماليَّةَ التدفّقِ كبئرٍ مهجورةٍ في وضَحِ الهاجرة.
لو أنَّكَ تأخذُني على مَحْمَلِ النَزفِ و أنت تترفّقُ خَدْشَ بِطانةِ الأرواحِ التالفةِ ، أنا الجرحُ مفتوحاً في جبهةِ الحبِّ الهادرة.
لو أنَّكَ تأخذُني على مَحْمَلِ الطيرِ و أنتَ تلقِّنُ زغاليلَ العشقِ نشوةَ التحليقِ ، أنا المهيضةُ الأحلامِ على قيدِ غيمةٍ عابرة.
لو أنَّكَ تأخذُني على مَحْمَلِ المَنفِيِّ و أنتَ تظلِّلُ أَيامَى الأقدامِ الضالَّةِ على مَرأى شَتاتي ، أنا الخيبةُ الممتدّةُ كَدربٍ خاوية.
لو أنَّكَ تأخذُني على مَحْمَلِ الأيائلِ و أنتَ تبعثُ في عُريِ الأماكنِ ربيعاً يليقُ باحتفاليَّةِ الركضِ ، أنا المسجَّاةُ في فلاةِ عينيكَ كصحراءَ ذاوية.
لو أنَّكَ تأخذُني على مَحْمَلِ الطفولةِ و أنتَ تتأرجحُ كَنخلةٍ في مَرمى رُعُونتي ، أنا المعلَّقةُ بسَعفِ أمنيّةٍ في الظِلالِ الجافية.
لو أنَّكَ تأخذُني على مَحْمَلِ السُكْرِ و أنتَ تعتّقُ نبيذَكَ في جرارِ الوقتِ ، أنا المُتحرِّقةِ ككأسٍ يتصبَّبُ إلى لُمى العناقيدِ الناضجة.
لو أنَّكَ تأخذُني على مَحْمَلِ الغلواءِ و أنتَ تبعثُ حرارةَ العناقِ في جسدِ الكلماتِ ، أنا ارتطامُ الحبرِ بجليدِ الأوراقِ السادرة.
لو أنَّكَ تأخذُني على مَحْمَلِ المطرِ و أنتَ تساقطُ في أرضٍ بعيدةٍ ، أنا رَجْعُ صلاةِ الغائبِ في الشفاهِ اليابسة.
لو أنًّكَ تأخذُني على هَودجِ نسمةٍ مرَّتْ ببابِكَ الآنَ
حملتْ إليكَ سلامَ الأمّهاتِ و ألقتْ على مُحيّاكَ نظرةً حانية ..