آخر الأخبار

أزمة الحكومة الإسرائيلية

استيقظ أهل غزة في صباح هذا اليوم على وقع استشهاد أربعة مواطنين في المنطقة الشرقية من القطاع، حيث استهدفوا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بخرق صارخ و مفضوح لاتفاقية وقف إطلاق النار، وابتزاز مكشوف و رخيص للضغط على الفصائل الفلسطينية لدفعها على تقديم تنازلات في صفقة وقف إطلاق النار، لتظهر حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة بمظهر المنتصر أمام الإسرائيليين، ومن جهة أخرى رفضت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس، التوجهات الإسرائيلية الغير مسؤولة في نية واضحة لنسف اتفاقية وقف إطلاق النار، والتهرب من الولوج إلى المرحلة الثانية من الاتفاقية، والتي سيترتب عليها انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من محور فيلادلفيا، وهذا ما لا تريده حكومة نتنياهو المتطرفة.

وعلى ذات الصعيد فإن حكومة نتنياهو تعاني مأزقا صعباً في احتمال سقوطها، خاصة إذا ما هدد وزير المالية سموتريتش الخروج من الحكومة، في حال استمر رئيس الوزراء نتنياهو في تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار، والذي يهدد كما أسلفنا بقاء حكومة نتنياهو على تشكيلتها الحالية، ومع استشهاد أربعة مواطنين في غزة أعلن نتنياهو غلق جميع المعابر ومنع دخول شحنات المساعدات الإنسانية، و بالتزامن مع انشغال الإدارة الأمريكية في دعم مباحثات وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتوقع مجيء المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الأيام القليلة المقبلة، يعول نتنياهو وأركان حكومته المتطرفين أمثال وزير ماليته سموتريتش ووزير الطاقة والثقافة وغيرهم، على دعم الإدارة الأمريكية لخطوته في الضغط على المقاومة لاقتناص مكاسب تصب في صالح رفع رصيده في الشارع الإسرائيلي، لكن استطلاعات الرأي تظهر انخفاضاً ملحوظاً في تأييد الشارع الإسرائيلي لحكومته وحزبه الحاكم، من وحي اخفاقه في إنقاذ الأسرى الإسرائيليين بل والتسبب بقتل البعض منهم.

الخشية من تعثر مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة وقف إطلاق النار، يبدو أنه يتصاعد لكن من المعروف أن الإدارة الأمريكية و على رأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي كان برنامجه الانتخابي معتمداً على وقف الحرب في غزة و أوكرانيا، وكل ما يقوم به نتنياهو و وزرائه المتطرفين يناقض أهداف ترمب ، و مآلات الخطوات التصعيدية الهوجاء الهادفة بصورة بائسة إلى عودة الأوضاع في قطاع غزة إلى المربع الأول ما قبل السادس عشر من كانون الثاني، ربما ستتماهى الإدارة الأمريكية إلى حد ما مع خطوات نتنياهو الخطيرة، لكن رغم كل تلك المحاولات من جانب نتنياهو هناك خط أحمر قد لا يسمح به ترمب و مبعوثه ويتكوف في أن تتجاوزه حكومة نتنياهو، وسيتعين على دولة الكيان المحتل الخضوع في نهاية المطاف إلى طاولة المفاوضات، و الانصياع لمندرجات اتفاقية وقف إطلاق النار، فالرئيس الأمريكي قراراته قد تتغير في أي وقت ولا يتوقع أحد ردود أفعاله، و ما حدث للرئيس الأوكراني زيلينسكي وهو الحليف القوي للولايات المتحدة الأمريكية قد يكون على نتنياهو التعلم منه، فما يهم إدارة ترمب هو عدم الانفاق قدر المستطاع و جمع أكبر عدد من الأموال، ويدلل على ذلك تصريح خرج لسيناتور جمهوري أن الأمريكيين قد سئموا استغلالهم... و من هنا فإن التوقف عن دعم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية وبالأخص أوروبا ربما سيكون توجه الإدارة الأمريكية في قادم الأيام.

خوله كامل الكردي.