في ظل تصاعد التوترات التجارية بين كندا والولايات المتحدة، بدأ بعض الكنديين في اتخاذ تدابير استباقية لمواجهة التأثيرات المحتملة لحرب تجارية قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وزيادة تكاليف المعيشة.
وفي هذا السياق، لجأ العديد من المواطنين إلى تخزين المواد الغذائية والسلع الأساسية كإجراء احترازي. ففي مدينة هاليفاكس، بدأ الزوجان باركر وإيريس لوند، البالغان من العمر 86 عامًا، بتخزين كميات كبيرة من الأطعمة مثل الفاصوليا السوداء، فول الصويا، زبدة الفول السوداني، بالإضافة إلى ورق التواليت والمناشف الورقية، تحسبًا لأي ارتفاع مفاجئ في الأسعار.
من ناحية أخرى، تسعى بعض العائلات إلى دعم المنتجات الكندية وتقليل الاعتماد على السلع الأمريكية. ففي ماركهام، أونتاريو، قررت إليزابيث ريتشاردسون، وهي معلمة شبه متقاعدة، تجنب شراء المنتجات الأمريكية قدر الإمكان، معتمدة على التطبيقات والمصادر الإلكترونية التي تساعد في تحديد السلع المصنوعة محليًا.
وبالإضافة إلى المقاطعة الاستهلاكية، قرر البعض تقليص إنفاقهم السياحي في الولايات المتحدة كوسيلة للاحتجاج على سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية. فقد ألغى روبرت سزكونيي، فني خدمات ميدانية متقاعد من نانايمو، بريتش كولومبيا، خططه لزيارة كاليفورنيا، مؤكدًا أنه يفضل إنفاق أمواله داخل كندا لدعم الاقتصاد المحلي.
وتأتي هذه الاستعدادات في وقت تواجه فيه كندا تهديدًا بفرض تعريفات جمركية أمريكية تصل إلى 25% على بعض السلع المستوردة من البلاد. وردًا على ذلك، تدرس الحكومة الكندية فرض تعريفات انتقامية على مجموعة من المنتجات الأمريكية، بما في ذلك الفولاذ، السيراميك، الأثاث، وبعض المشروبات الكحولية.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى المواطنون الكنديون في حالة ترقب للتداعيات المحتملة لهذه الأزمة التجارية، وسط دعوات للحكومة باتخاذ خطوات فعالة لحماية الاقتصاد المحلي وضمان استقرار الأسعار.