حثّ سيرجي برين، الشريك المؤسس لشركة جوجل، موظفي قسم الذكاء الاصطناعي على زيادة عدد ساعات العمل الأسبوعية إلى 60 ساعة والتواجد في المكتب طوال أيام الأسبوع، بهدف تسريع تطوير الذكاء الاصطناعي العام (AGI). وأكد برين أن هذه الخطوة ضرورية لتعزيز الإنتاجية وتحقيق تقدم ملموس في مشاريع الذكاء الاصطناعي التي تعمل عليها الشركة.
رؤية برين حول الإنتاجية وأهمية العمل المكثف
في مذكرة داخلية، أوضح برين أن “60 ساعة أسبوعيًا هي النقطة المثالية للإنتاجية”، مشيرًا إلى أن تجاوز هذا الحد قد يؤدي إلى الإرهاق، لكنه في الوقت ذاته عبّر عن قلقه من أن بعض الموظفين لا يعملون بالحد المطلوب أو يكتفون بساعات أقل، مما قد يؤثر سلبًا على أداء الفرق العاملة ومعنوياتها.
كما شدد برين على أن الالتزام بالحضور الفعلي في المكتب من شأنه أن يعزز التعاون بين الفرق ويحفز الابتكار، وهو أمر بالغ الأهمية في المرحلة الحالية التي تشهد منافسة شديدة في قطاع الذكاء الاصطناعي.
سباق الذكاء الاصطناعي يحفّز تشديد سياسات العمل
تأتي هذه التوجيهات في ظل تصاعد المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، لا سيما بعد إطلاق ChatGPT في عام 2022، والذي دفع شركات التكنولوجيا الكبرى، ومن بينها جوجل، إلى تكثيف جهودها واستثماراتها لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تقدمًا.
وفي هذا السياق، أكد برين أن فرق الذكاء الاصطناعي في جوجل مطالبة باستخدام أدوات الشركة الداخلية لتعزيز كفاءة البرمجة وتحقيق اختراقات جديدة في تطوير الذكاء الاصطناعي العام. واعتبر أن هذه الإجراءات ستساعد الشركة على اللحاق بركب المنافسة في هذا المجال الحيوي.
عودة برين إلى المشهد التقني داخل جوجل
على الرغم من أن سيرجي برين تنحى عن منصبه كرئيس لجوجل في ديسمبر 2019، إلا أنه لا يزال عضوًا في مجلس الإدارة، ويشارك بفاعلية في تطوير مشاريع الذكاء الاصطناعي داخل الشركة. ويُعتقد أن عودته للمشاركة في عمليات الشركة تعكس مدى إدراكه لأهمية المرحلة الحالية في سباق تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
ردود الأفعال والتحديات المحتملة
في حين أن بعض الخبراء يرون أن زيادة عدد ساعات العمل قد تؤدي إلى تحسين الإنتاجية على المدى القصير، إلا أن هناك مخاوف من الإرهاق وانخفاض مستوى الإبداع نتيجة الضغط الزائد على الموظفين. كما أن فرض الحضور الإجباري في المكتب قد لا يكون متماشياً مع توجهات العمل الحديثة التي أصبحت أكثر مرونة بعد جائحة كورونا.
ورغم هذه التحديات، يبدو أن جوجل تسير في اتجاه تبني سياسة عمل أكثر صرامة لمواكبة التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، وضمان الحفاظ على ريادتها أمام المنافسين مثل OpenAI ومايكروسوفت.
هذا وتعكس تصريحات برين تحولًا في بيئة العمل داخل جوجل، حيث تسعى الشركة إلى تعزيز التزام موظفيها وتحفيزهم على العمل لساعات أطول بهدف تحقيق تقدم في أبحاث الذكاء الاصطناعي. ويبقى السؤال الأهم: هل ستؤدي هذه السياسات إلى دفع عجلة الابتكار، أم أنها قد تؤدي إلى تراجع في الأداء بسبب الإرهاق؟