أطلق نحو 60 فنانا وفنانة في فنلندا، أول أمس الخميس، حملة اضراب ضد مهرجان "فلو" الشهير بالعاصمة هلسنكي الذي بدأ يوم الجمعة بسبب تعاونه مع شركات إسرائيلية متواطئة بالحرب في غزة.
تهدف الحملة التي تحمل اسم "اضراب فلو" Flow Strike، لدعم فلسطين من خلال لفت الانتباه حول علاقة الشركات الراعية للمهرجان بإسرائيل، مثل YouTube وHeineken، فضلا عن أن شركة Superstruct، التي تمتلك المهرجان، تم بيعها في يونيو/الماضي إلى شركة KKR الأمريكية والتي تمتلك استثمارات في العديد من الشركات الإسرائيلية.
وقالت الراقصة الفنلندية نوا كيكوني في إعلان الحملة، إنه "بعد التحقيق في الموقف الاقتصادي والاجتماعي والإنساني لمهرجان Flow، توصلنا إلى استنتاج مفاده أن المهرجان متواطئ مع نظام الفصل العنصري في إسرائيل".
ويسعى منظمو الحملة، للضغط على المهرجان لإنشاء مبادئ توجيهية أخلاقية مستدامة لأنشطته والتي لا تشمل التعاون مع الجهات الفاعلة المرتبطة بدولة إسرائيل أو الشركات الإسرائيلية.
وقال جينا جوهياينن، المتحدث باسم حملة Flow Strike أو "إضراب فلو"، والتي شاركت في المهرجان عام 2019: "يتمثل هدفنا الأوسع في أن ينسحب المالك الجديد لمهرجان Flow، KKR، من استثماراته في الشركات الإسرائيلية والشركات المتعاونة مع الدولة الإسرائيلية".
وأوضح أن الشريك الرئيسي لمهرجان فلو، شركة هاينكن للكحوليات، تمتلك 40% من شركة Tempo Beverages الإسرائيلية، والتي توجد على قائمة الشركات الكندية التي يجب مقاطعتها، كما تتمتع شركة Tempo Beverages بالحق الحصري في بيع المشروبات في مناطق السلطة الفلسطينية".
وأشار المتحدث إلى أن المهرجان سبق وأنهى شراكته مع هاينكن في عام 2023 على خلفية حرب أوكرانيا لعدم انسحابها من السوق الروسية كما وعدت. ومع ذلك، استأنف المهرجان الشراكة مع الشركة منذ ذلك الحين.
يقول جوهياينن: "بدأت المنظمة قبل أسبوعين وتم الاتصال بالفنانين يوم الاثنين. كما أجرينا مناقشات مع Flow لمدة أسبوع تقريبًا".
ويهدف منظمو الحملة إلى المزيد من تسليط الضوء على معاناة الفلسطينين وما يتعرضون له من الاحتلال الإسرائيلي، سواء على صعيد مقاطعة المهرجان أو لفت انتباه زوار المهرجان إلى قضية فلسطين.
يقول جوهياينن: "رفض المشاركة أقل فعالية من الصعود على خشبة المسرح في حفل يحضره 90 ألف شخص ولفت أنظار الناس إلى حقيقة أن هذا الحفل السعيد ملطخ بالدماء".
ونضيف: "العديد من الفنانين لديهم بالفعل عقود ملزمة مع المهرجان، مما يعني أنه لم يعد بإمكانهم إلغاءها، حتى لو أرادوا ذلك".
لهذا يطالب منظمو الحملة أن يسلط الفنانون الضوء على أنشطة المهرجان غير المستدامة أخلاقياً خلال حفلاتهم الموسيقية.
يقول جينا جوهياينن، المتحدث باسم حملة المقاطعة، إن "وسائل القيام بذلك مجانية، قد يلتزم شخص ما الصمت التام على خشبة المسرح، بينما قد يلقي آخر محاضرة عن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بدلاً من الغناء، لذا فلنفعل شيئًا آخر غير ما وظفتهم المهرجان من أجله."
وأشار إلى المهرجان ضغط على الفنانين لعدم المشاركة في الحملة، "كانت هناك رسالة مفادها أننا [منظمي الحملة] مخطئون ونعطي صورة غير صحيحة للوضع، وأننا نحاول القيام بحدث بديل".
وأوضح جوهياينن، أن موقف المهرجان تجاه إسرائيل غير واضح بشكل محبط، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تم دعوة فنانين فلسطينيين للمشاركة في المهرجان، أيضًا ألغت مجموعة The Smile، التي قدمت حفلات موسيقية في إسرائيل أثناء الحرب، عرضها بالمهرجان في النهاية.
من جانبه علق المتحدث باسم المهرجان بافو كاسين لصحيفة ''Helsingin Sanomat" المحلية، على حملة المقاطعة، قائلا إن المهرجان يحترم حرية الفنانين في التعبير عن آرائهم.
يقول: "الكارثة الإنسانية في فلسطين صادمة، ونعتقد أنه من المهم حقًا تسليط الضوء عليها".
وأضاف: "كانت هناك اتصالات مختلفة مع الفنانين"، لكنه ينفي الاتهامات بأن المهرجان ضغط على الفنانين لعدم المشاركة في حملة الإضراب، مشيرا إلى أن استثمارات KKR المالكة للمهرجان في الشركات الإسرائيلية لم تكن مفاجأة للحدث.
وتستلهم حملة الإضراب الأخيرة من حملة مماثلة سبق وأن قادها فنانون فنلنديون خريف عام 2022 احتجاجا على تعاون المعرض الوطني لمتحف "كياسما" في هلسنكي مع الملياردير الفنلندي بوجو زابلودوفيتش الذي يبيع السلاح لإسرئيل التي تمارس سياسة الفصل العنصري تجاه الفلسطينيين. وفي أبريل 2024، استجاب متحف "كياسما" للحملة وأقر مبادئ توجيهية وأخلاقية لتلقي التمويل.