أوتاوا – عرب كندا نيوز

تشهد حجوزات السفر من كندا إلى الولايات المتحدة انخفاضًا حادًا وملحوظًا هذا الموسم، وفقًا لتقارير من قطاع السياحة والسفر، وسط ما وصفه خبراء في الصناعة بأنه “تراجع كارثي” يهدد استقرار قطاع السفر عبر الحدود، ويطرح تساؤلات حول أسباب العزوف المفاجئ للكنديين عن الوجهة الأميركية المفضلة تقليديًا.

وبحسب بيانات شركات السفر والطيران، فإن حجوزات الرحلات إلى وجهات شهيرة مثل فلوريدا، أريزونا، وكاليفورنيا انخفضت بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالسنوات السابقة، في مؤشر واضح على تبدّل في المزاج السياحي الكندي.

أسباب متعددة وراء التراجع

ويرجع خبراء السياحة هذا الانخفاض إلى عدة عوامل متداخلة، من أبرزها:

• تدهور سعر صرف الدولار الكندي مقابل العملة الأميركية، ما يجعل السفر إلى الولايات المتحدة أكثر كلفة.

• الرسوم الجمركية المتبادلة والتوترات التجارية الأخيرة، التي أثرت على ثقة المستهلكين.

• اعتبارات أمنية وسياسية، منها تغيرات في السياسات الأميركية، وشعور عام بعدم الترحيب في بعض الولايات.

• ارتفاع تكاليف السفر والتأمين الطبي للمواطنين الكنديين، خصوصًا كبار السن “الطيور الثلجية” الذين اعتادوا قضاء فصل الشتاء في الجنوب الأميركي.

القطاع السياحي في حالة تأهب

ووصف مسؤولو شركات سياحية كندية الوضع بأنه “غير مسبوق”، مشيرين إلى أن العديد من الفنادق، ومكاتب السفر، وشركات النقل، تعاني من تراجع الحجوزات والإيرادات، فيما بدأ بعض المشغلين بإعادة توجيه عروضهم نحو وجهات بديلة في أوروبا، الكاريبي، والمكسيك.

وقالت لوري هارتفيلد، مديرة شركة تنظيم رحلات في تورونتو:

“ما نشهده هذا الموسم هو تحول كبير. الكنديون يعيدون النظر في أولوياتهم، والولايات المتحدة لم تعد خيارهم الأول.”

خسائر متوقعة للطرفين

وفيما يُعد هذا التراجع مصدر قلق لصناعة السفر الكندية، فإنه كذلك يشكّل خسارة اقتصادية كبيرة للمدن الأميركية التي تعتمد بشكل موسمي على إنفاق السياح الكنديين، خصوصًا خلال فصل الشتاء.