أكد المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة أنصار الله (الحوثيين) أن الضربات العسكرية الأمريكية على اليمن لن تردعهم عن مواصلة دعم غزة، بل ستؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة. وأوضح المجلس في بيان رسمي أن استهداف المدنيين في اليمن يعد دليلًا على فشل الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها، مؤكدًا أن الجماعة ستواصل عملياتها حتى يتم رفع الحصار عن غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
تصعيد عسكري أمريكي ورد حوثي وشيك
تأتي هذه التطورات في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم السبت عن إصداره أوامر بشن “عمليات عسكرية حاسمة” ضد الحوثيين في اليمن. واتهم ترمب الجماعة بتنفيذ “هجمات إرهابية وعمليات قرصنة” ضد السفن والطائرات الأمريكية، مشددًا على أن الولايات المتحدة سترد بقوة على أي تهديد لمصالحها في البحر الأحمر.
وقال ترمب إن الحوثيين تسببوا في شل حركة الشحن في أحد أهم الممرات البحرية العالمية، ما أثر سلبًا على التجارة الدولية. وأضاف أن الولايات المتحدة “لن تتهاون” في ردها، وستستخدم “قوة ساحقة وقاتلة” لتحقيق أهدافها العسكرية.
تصاعد الخسائر المدنية في اليمن
وفي تطور متصل، أفادت مصادر محلية في صنعاء أن الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين أدت إلى مقتل 13 شخصًا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، فيما أصيب أكثر من عشرة آخرين بجروح متفاوتة.
وفي محافظة صعدة، أكدت مصادر طبية أن القصف الأمريكي استهدف مناطق سكنية، ما أدى إلى مقتل أربعة أطفال وامرأة، وإصابة عدد من المدنيين بجروح خطيرة. وشهدت العاصمة صنعاء ثلاثة انفجارات قوية شمال المدينة، ما أثار حالة من الذعر بين السكان.
الحوثيون: سنقابل التصعيد بالتصعيد
وفي أول رد رسمي، قال محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، إن “التدخل الأمريكي في اليمن غير مبرر”، مشددًا على أن الجماعة سترد بقوة على هذا التصعيد العسكري. وأضاف البخيتي: “سنواجه التصعيد بالتصعيد، والرد على الضربات الأمريكية سيكون مؤلمًا.”
من جهته، وصف محمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسم الحوثيين، الضربات الأمريكية بأنها “عدوان سافر” على دولة مستقلة، واتهم واشنطن بالسعي إلى عسكرة البحر الأحمر وفرض سيطرتها على الممرات البحرية الاستراتيجية.
مواصلة العمليات العسكرية في البحر الأحمر
وأكد البيان الصادر عن المجلس السياسي الأعلى أن العمليات العسكرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ستُستأنف اعتبارًا من يوم الثلاثاء، رغم استمرار الضربات الأمريكية. وأشار البيان إلى أن الحوثيين علقوا عملياتهم في البحر الأحمر سابقًا بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة في 19 يناير الماضي، لكن التصعيد الأمريكي الأخير دفعهم إلى إعادة النظر في هذا القرار.
تداعيات إقليمية محتملة
أثار هذا التصعيد مخاوف من اندلاع مواجهة إقليمية واسعة في المنطقة، خصوصًا أن الولايات المتحدة أكدت استعدادها لاتخاذ مزيد من الإجراءات العسكرية إذا استمرت هجمات الحوثيين. في المقابل، يرى محللون أن استمرار استهداف الحوثيين للسفن في البحر الأحمر قد يؤدي إلى تعطيل حركة التجارة العالمية وزيادة التوتر في منطقة الخليج والقرن الإفريقي.
ترقب دولي وتكثيف الجهود الدبلوماسية
في ظل هذا التصعيد، أعربت دول عدة عن قلقها من تدهور الأوضاع في اليمن. وأكدت مصادر دبلوماسية أن جهودًا تُبذل حاليًا عبر القنوات الخلفية لاحتواء الأزمة، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار التصعيد إلى زعزعة استقرار المنطقة وتعقيد فرص الحل السياسي في اليمن.
واشنطن تدرس خيارات عسكرية إضافية
في المقابل، أفادت مصادر في البنتاغون بأن القيادة العسكرية الأمريكية تدرس خيارات عسكرية إضافية لاستهداف مواقع الحوثيين في اليمن، في حال استمرت الجماعة في تنفيذ هجماتها على الملاحة في البحر الأحمر.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن القوات البحرية الأمريكية في حالة تأهب قصوى، مع تعزيز الوجود العسكري في منطقة الخليج والبحر الأحمر، تحسبًا لأي تصعيد جديد من جانب الحوثيين.