كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن حركة “أنصار الله” (الحوثيون) قد تسعى إلى تنفيذ ضربات ضد القواعد الأمريكية في كل من الإمارات العربية المتحدة وجيبوتي، كرد انتقامي على العمليات العسكرية الأمريكية المستمرة في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن المحلل اليمني محمد الباشا قوله إن الحوثيين قد يحاولون استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة، في إطار تصعيد عسكري رداً على الغارات التي تنفذها القوات الأمريكية في اليمن.
تصعيد عسكري أمريكي ورد حوثي محتمل
تأتي هذه التوقعات في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم السبت، عن إصداره أوامر للجيش الأمريكي بتنفيذ عمليات عسكرية حاسمة ضد الحوثيين في اليمن. وأكد ترمب أن الولايات المتحدة لن تتهاون في مواجهة الهجمات الحوثية، مشدداً على أن القوات الأمريكية ستستخدم “قوة ساحقة وقاتلة” لتحقيق أهدافها.
وقال ترمب إن الحوثيين تسببوا في شل حركة الشحن في أحد أهم الممرات المائية العالمية، ما أدى إلى تعطيل التجارة الدولية وانتهاك حرية الملاحة التي تعتمد عليها الاقتصادات العالمية.
استمرار الغارات الجوية في اليمن
في السياق ذاته، شنت القوات الأمريكية غارات جديدة على مواقع للحوثيين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للجماعة، إضافة إلى ضربات على مواقع في محافظة مأرب الواقعة شمال شرق البلاد، والتي تخضع جزئيًا لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
ووفقًا لمصادر يمنية، أسفرت الغارات الأمريكية على المناطق السكنية في صنعاء عن مقتل 13 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى إصابة تسعة آخرين. كما أسفر القصف على مدينة صعدة عن مقتل ستة أشخاص، بينهم أربعة أطفال وامرأة، بعد استهداف مبنيين سكنيين شمال المدينة.
عودة العمليات الحوثية في البحر الأحمر
ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان الحوثيين عن استعدادهم لاستئناف العمليات العسكرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، اعتبارًا من يوم الثلاثاء. وكانت الجماعة قد علّقت هذه العمليات في أعقاب التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة “حماس” في 19 يناير الماضي.
مخاوف من تصعيد إقليمي
تثير هذه التطورات مخاوف من تصعيد إقليمي أوسع، في ظل تزايد التوترات بين الولايات المتحدة والحوثيين، واحتمالات امتداد النزاع إلى الممرات البحرية الاستراتيجية في المنطقة. وتبقى احتمالية استهداف الحوثيين للقواعد الأمريكية في الإمارات وجيبوتي قائمة، ما قد يؤدي إلى تداعيات أمنية وعسكرية أوسع في المنطقة.