أكد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، الأحد، أن حماية سيادة كندا واستقلالها تأتي على رأس أولوياته، وذلك في أعقاب تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي اقترح مؤخراً أن تصبح كندا الولاية الأميركية الـ51.
وقال ترودو، قبل اجتماعه المرتقب مع الملك تشارلز الثالث، الذي يعتبر رئيس دولة كندا: “أتطلع إلى الجلوس مع جلالته، وكما جرت العادة سنناقش أموراً ذات أهمية لكندا والكنديين، ويمكنني أن أخبركم أنه لا يوجد شيء يبدو أكثر أهمية للكنديين من الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا كأمة”.
وكان ترمب قد زعم مراراً أن كندا “ستكون في وضع أفضل” إذا وافقت على أن تصبح جزءاً من الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الموارد الطبيعية الكندية تجعلها هدفاً استراتيجياً مهماً.
ترمب يرد: “نعم، كندا ستكون أفضل حالاً كولاية أميركية”
وخلال مقابلة مع “فوكس نيوز”، رد ترمب على تصريحات ترودو، قائلاً: “نعم، هي كذلك. أعتقد أن كندا ستكون في وضع أفضل بكثير إذا أصبحت الولاية الـ51، لأننا نخسر 200 مليار دولار سنوياً بسببها، لكني لن أسمح بحدوث ذلك، فهذا مبلغ كبير للغاية. فلماذا ندفع 200 مليار دولار سنوياً كإعانة لها؟ لكن إذا أصبحت ولايتنا الـ51، فلا مانع لدي من القيام بذلك”.
وكان ترمب قد استخدم مزحة “الولاية الـ51” بشكل متكرر منذ لقائه مع ترودو خلال عطلة عيد الشكر في منتجعه بفلوريدا في نوفمبر الماضي. إلا أن المزاح تحول إلى تصريحات أكثر جدية، بعدما تحدث ترمب بالتفصيل عن الأسباب التي تجعله يرى أن كندا يجب أن تصبح ولاية أميركية، ملمحاً إلى إمكانية استخدام “القوة الاقتصادية” ضد أوتاوا.
قمة لندن: دعم أوكرانيا وسط التوتر بين ترمب وزيلينسكي
وفي سياق منفصل، سُئل ترودو عن الاجتماع المتوتر بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، والذي شهد مشادة حادة أمام الصحافيين، خصوصاً مع إصرار زيلينسكي على الحصول على “ضمانات أمنية” أميركية قبل توقيع “صفقة المعادن”.
ورد ترودو قائلاً: “أنا أقف مع زيلينسكي”، في إشارة واضحة إلى دعمه المستمر لكييف.
وكان ترودو قد شارك، الأحد، في قمة لندن، التي جمعت عدداً من الزعماء الأوروبيين، لبحث الأمن الأوروبي وحشد الدعم لأوكرانيا، حيث أكدوا استمرار دعم كييف وزيادة الإنفاق العسكري.
زيارة دولة لترمب إلى بريطانيا
وفي سياق منفصل، وجّه الملك تشارلز الثالث دعوة إلى دونالد ترمب للقيام بزيارة دولة إلى بريطانيا، وسلم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الدعوة خلال اجتماع مع الرئيس الأميركي في المكتب البيضاوي.
هذه التطورات تشير إلى تصاعد الجدل بين كندا والولايات المتحدة، في ظل تصريحات ترمب المثيرة للجدل بشأن ضم كندا، والتي وصفها ترودو بأنها “تمس سيادة واستقلال كندا”.