لندن – رفض قصر باكنغهام التعليق على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، التي هدد فيها بضم كندا إلى الولايات المتحدة، مثيرًا بذلك جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والدبلوماسية.

وفي رد مقتضب على استفسارات الصحفيين، قال متحدث باسم القصر الملكي البريطاني: “هذا ليس أمرًا نود التعليق عليه”، في إشارة إلى التزام القصر بالحياد السياسي وعدم التدخل في القضايا السياسية المثيرة للجدل.

وتأتي هذه التطورات بعد أن أعاد ترامب، خلال تجمع سياسي حديث، طرح فكرة ضم كندا إلى الولايات المتحدة، معتبرًا أن “الكثير من الكنديين يرغبون في أن تصبح بلادهم الولاية الأمريكية رقم 51”، على حد تعبيره. كما أشار إلى أن كندا تستفيد من الحماية الأمريكية دون تقديم مقابل مناسب، ملمحًا إلى إمكانية استخدام “القوة الاقتصادية” لتحقيق هذا الهدف.

وأثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة في كندا، حيث وصف رئيس الوزراء جاستن ترودو هذه التهديدات بأنها “حقيقية ويجب أخذها على محمل الجد”، مؤكدًا أن كندا “لن تكون أبدًا جزءًا من الولايات المتحدة”. كما شدد على أن بلاده تمتلك سيادتها الكاملة ولن تخضع لأي محاولات للهيمنة عليها، سواء اقتصاديًا أو سياسيًا.

على المستوى الدولي، لاقت تصريحات ترامب رفضًا واضحًا من عدة دول، حيث وصفتها فرنسا وألمانيا بأنها “اعتداء على السيادة الوطنية”، في حين فضلت المملكة المتحدة، ممثلة بقصر باكنغهام، عدم الإدلاء بأي موقف رسمي.

وتأتي هذه الأزمة في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وكندا، مع تلميحات إدارة ترامب المحتملة إلى فرض رسوم جمركية جديدة على الصادرات الكندية، ما يضيف مزيدًا من التعقيد إلى العلاقات بين البلدين.