الحرب الوحشية الإسرائيلية التي شنت على قطاع غزة، و أعداد الشهداء الذين سقطوا جراء الغارات الإسرائيلية العنيفة والغير مسبوقة على بلد في العالم بالعصر الحديث، حيث بلغ عدد الشهداء ما يربو عن ٤٨ ألف مدني بريء، وأكثر من ٩٠ ألف جريح، خمسة عشر شهراً وأهل غزة بنسائها و أطفالها وشيوخها يستصرخون العالم إنقاذهم وإيقاف الإبادة الجماعية و التي تواصلت من غير أن يحرك ساكناً المجتمع الدولي، أملا أن يهب و ينجدهم من أعمال القتل التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.
لن ينسى الأحرار في كل بقاع الأرض، مشاهد استنجاد أهل غزة بهم، ليمدوا لهم يد العون والمساعدة لوقف نزيف الدم الذي صبته أسلحة جيش الاحتلال الإسرائيلي فوق رؤوسهم، فحرك بكاء الأطفال اليتامى الذين فقدوا أسرهم، والأمهات الثكالى اللاتي فجعن بأبنائهن و أزواجهن، المنظمات الإنسانية فشرعت تلبية نداء المقهورين في غزة، فتوالت الوفود الطبية والإغاثية، لتقديم الرعاية الصحية العاجلة للجرحى ممن فقدوا أطرافهم وتعرضوا لإصابات شديدة تهدد حياتهم، كالجروح القطعية في الرأس والنزيف الداخلي، وتهتك العظام و الأعضاء الداخلية، وفقدان الأطراف التي تؤدي إلى نزيف حاد يضع حياة المصاب على محك خطر الموت، فأجريت عمليات جراحية بأصعب الظروف من شح كبير في الوقود اللازم لتشغيل الأجهزة الطبية ونقص في اللوازم الطبية والعلاجات الدوائية، بالتزامن مع تعرض المشافي للهجوم والقصف من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية والمسيرات بصورة متعمدة، واعتقال العديد من الكوادر الطبية كمدير مشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية والدكتور أحمد مهنا والدكتور أبو موسى والدكتور محمد عبيد، ما زالوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعانون التعذيب وصنوفا من التنكيل والحط من كرامتهم الانسانية، وعلينا أن نتذكر اعتقال الدكتور محمد أبو سلمية مدير مجمع الشفاء الطبي والدكتور الشهيد عدنان البرش الذي اعتقل و عُذب حتى أسلم الروح لبارئها واستشهد.
أولئك هم الشجعان أصحاب القلوب الرحيمة، الذين أخذوا على عاتقهم علاج المرضى بغض النظر عن أي اعتبارات مهما كانت، يضعون نصب أعينهم الحفاظ على الروح الإنسانية ورعايتها، ولاقوا من جراء مهمتهم الإنسانية قبل وظيفتهم كأطباء عاملون في مشافي ومراكز و عيادات صحية، الاعتقال والزج بهم في سجون و معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، كما أيضاً زارت وفود طبية وإغاثية من معظم دول العالم: كالأردن، الكويت، المغرب، بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، سلطنة عمان والجزائر قطاع غزة، والعديد من المنظمات والهيئات التي تضم أطباء حملتهم مبادئهم و إنسانيتهم الوقوف إلى جانب المتضررين من الحرب، والذين أعلوا قيمة الحياة البشرية، تركوا أسرهم و أحبائهم وخاطروا بأرواحهم، نظير معالجة أطفال ونساء وشيوخ غزة، وتطييب جراحهم والمسح على رؤوسهم ومواساتهم، فمهمتهم لم تقتصر على تقديم الخدمة الصحية فقط بل التخفيف من محنة أهل غزة، وهو من صميم رسالتهم الإنسانية السامية، فمن عميق القلب شكراً لكم رسل الإنسانية.
خوله كامل الكردي