في تقرير لها حول مستقل الوضع الاقتصادي في كل من المكسيك وكندا بعد ان يتم تنفيذ تهديدات الرئيس الأمريكي بفرض تعريفة جمركية على البلدين قالت السي ان ان الاقتصادية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعهد بفرض رسوم جمركية بنحو 25 في المئة على الواردات من كندا والمكسيك، لفشلهما في منع دخول الفنتانيل والمهاجرين إلى الولايات المتحدة، الأمر الذي دفع خبراء الاقتصاد إلى توقع ركود اقتصادي في الدولتين نتيجة للتعريفات، لكن يبقى السؤال؛ هل سيفرضها ترامب حقاً؟
بالرغم من التوقعات المتشائمة لآثار التعريفات، لم يبِع المستثمرون في وول ستريت أسهمهم ولا أُصيب الرؤساء التنفيذيون للشركات بالذعر، ولم يخفف خبراء الاقتصاد توقعهم للنمو، ويتوقع المستثمرون في وول ستريت أن ترامب يخادع في تهديده بفرض التعريفات.
غولدمان ساكس: الرسوم الجمركية غير مرجحة
ويرى بنك غولدمان أن هناك فرصة بنسبة 20 بالمئة فقط لفرض الرئيس الأميركي تعريفات جمركية على كندا والمكسيك.
وقال خبراء البنك في تقرير «نلاحظ أنه في عام 2019 صرح أيضاً بأنه سيفرض تعريفة جمركية تصل إلى 25 بالمئة على المكسيك في غضون 10 أيام، ولكن التعريفة لم تنفذ قط».
كما يشير غولدمان ساكس إلى أن ترامب لم ينفذ تهديده بفرض تعريفات جمركية في اليوم الأول على كندا والمكسيك والصين.
ومن المحتمل تماماً أن يختار ترامب عدم فرض تعريفات جمركية على كندا والمكسيك، خاصة إذا وافقت الدولتان على فتح محادثات هذا العام، بدلاً من العام المقبل، بشأن إعادة التفاوض على اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وقالت الزميلة البارزة في مركز الدراسات الجيواقتصادية في مجلس العلاقات الخارجية هايدي كريبو ريديكر «ربما يأمل ترامب أن يؤدي التأخير لمدة عشرة أيام إلى إحداث تأثير قوي لحمل المكسيك وكندا على التحرك».
التعريفات ستعطل خطة ترامب لخفض سعر الغاز
وعد آخر من وعود ترامب قد يكون معرضاً للخطر بسبب التعريفات الجمركية، هو تعهده بخفض أسعار الغاز إلى أقل من دولارين للغالون، لكن فرض التعريفات الجمركية سيدفع أسعار الغاز للارتفاع.
وذلك لأن كندا هي أكبر مصدر للنفط الأجنبي لأميركا، فقد زودت كندا والمكسيك 71 بالمئة من واردات النفط الأميركية في عام 2023.
وبعد فرض التعريفات، سترتفع أسعار المستهلك الأميركي للبنزين والديزل ومنتجات البترول الأخرى، خاصة في المناطق الأكثر اعتماداً على الخام الكندي.
وقال رئيس تحليل البترول في «غاس بادي»، باتريك دي هان، لشبكة CNN «ما لم يُستبعد النفط الكندي من الرسوم الجمركية، فقد ترتفع أسعار الغاز بمقدار 20 إلى 50 سنتاً للغالون في منطقة البحيرات العظمى، لأن المصافي هناك تعتمد بشكل أكبر على النفط الكندي».
كما يتوقع دي هان تأثيراً يتراوح بين 10 و30 سنتاً للغالون في الغرب الأوسط وجبال روكي وكذلك في الشمال الشرقي، الذي يستورد الغاز والديزل ووقود التدفئة ووقود الطائرات من المصافي في نيو برونزويك وكيبيك.
ارتفاع سعر السيارات بمقدار 3 آلاف دولار
وقال كبير المحللين البحثيين في شركة وولف للأبحاث، إيمانويل روزنر، في تقرير صدر في نوفمبر تشرين الثاني 2025 «إن فرض تعريفة بهذا الحجم سيكون مدمراً لصناعة السيارات الأميركية».
سيتضرر مشترو السيارات بشكل مباشر، إذ سترتفع التكلفة المتوسطة للسيارة بأميركا بنحو 3 آلاف دولار، وفقاً لتقديرات شركة وولف للأبحاث.
التعريفات ستدمر اقتصاد الدولتين
يتوقع الخبراء الاقتصاديون أن يدفع تطبيق التعريفات الجمركية الاقتصادَين الكندي والمكسيكي بسرعة إلى الركود.
وفقاً لتحليل حديث أجراه معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، فإن فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 بالمئة على جميع السلع من المكسيك وكندا من شأنه أن يمحو 200 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، و100 مليار دولار من اقتصاد كندا الأصغر حجماً، ويخفض معدل نمو المكسيك بنسبة 2 بالمئة.
المكسيك هي الأكثر عرضة للخطر لأن اقتصادها يعتمد بشكل كبير على تصدير السلع إلى الولايات المتحدة، والتي تمثل أكثر من 25 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي.
قال كبير خبراء الاقتصاد في أميركا اللاتينية في أكسفورد إيكونوميكس، تيم هانتر، إن اقتصاد المكسيك معرض بشكل كبير للتعريفات الجمركية، ولهذا السبب يتوقع هانتر أن تدفع التعريفات الجمركية المكسيك إلى الركود في وقت لاحق من هذا العام.
وأشار تقرير معهد بيترسون إلى أن المشكلات الاقتصادية الناجمة عن التعريفات الجمركية من شأنها أن تزيد من عبور المهاجرين المكسيكيين الحدود بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة، وهو ما يتناقض بشكل مباشر مع أولوية أخرى لإدارة ترامب.
وتستعد كندا بالفعل للرد بقائمة شاملة من التعريفات الجمركية على السلع المصنوعة في أميركا، بما في ذلك كل شيء من الفولاذ وعصير البرتقال وطعام الحيوانات الأليفة إلى المشروبات الكحولية مثل ويسكي جاك دانييلز.