نقل تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تفاصيل مثيرة حول المفاوضات الأخيرة بين إسرائيل وحركة حماس. وفقًا للتقرير، أكد مصدر مطلع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تنازل عن العديد من الشروط التي كان قد طرحها في العام الماضي خلال المفاوضات مع حماس.
التنازلات التي أقدم عليها نتنياهو:
التقرير يشير إلى أن نتنياهو في المفاوضات الحالية قد تراجع عن مطالب كانت أساسية بالنسبة لإسرائيل في الأشهر السابقة، ووافق على شروط كانت تُعتبر في وقت سابق غير مقبولة. من أبرز هذه التنازلات:
1. الترتيبات الأمنية: في البداية كان نتنياهو يطالب بإجراءات أمنية مشددة قبل أي اتفاق مع حماس، بما في ذلك ضمانات قوية لوقف إطلاق النار ومنع تهريب الأسلحة إلى غزة. ولكن في الاتفاق الحالي، تم تخفيف هذه المطالب بشكل كبير.
2. الإفراج عن الأسرى: كان نتنياهو في السابق يشترط شروطًا صارمة للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، لكنه وافق الآن على إطلاق سراح عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك المئات من أصحاب المحكوميات الطويلة، في مقابل الإفراج عن رهائن إسرائيليين.
3. الانسحاب من غزة: كان نتنياهو يعارض أي انسحاب من المناطق المأهولة في قطاع غزة في إطار صفقة مع حماس، لكنه وافق الآن على الانسحاب الجزئي من بعض المناطق ضمن الاتفاق.
4. إدخال المساعدات الإنسانية: في حين كانت إسرائيل ترفض إدخال مساعدات إنسانية واسعة إلى غزة دون رقابة صارمة، وافقت الحكومة الآن على زيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير، وهو ما كان يُعتبر تنازلًا كبيرًا.
الضغط الدولي والمفاوضات:
التقرير يلفت إلى أن الضغوط الدولية، خاصة من الولايات المتحدة وقطر، كانت عاملاً رئيسيًا في دفع نتنياهو لتقديم هذه التنازلات. يضاف إلى ذلك، التغييرات السياسية المحتملة في الولايات المتحدة مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مما دفع إسرائيل إلى اتخاذ خطوات ملموسة للوصول إلى اتفاق قد يخفف من حدة التوترات في المنطقة.
النتائج المتوقعة:
على الرغم من هذه التنازلات، يبقى الاتفاق هشًا ويواجه تحديات في التنفيذ على الأرض. إلا أن تنازلات نتنياهو تعكس تغييرات في السياسة الإسرائيلية تجاه غزة وحماس، وهو ما قد يؤثر في مسار المفاوضات المستقبلية في المنطقة.
خلاصة:
تقرير “يديعوت أحرونوت” يكشف عن تحول كبير في سياسة نتنياهو تجاه حماس، حيث أظهر مرونة أكبر في المفاوضات الحالية بعد سنة من التوترات والمواقف المتصلبة. هذا التغيير قد يكون بداية لتسوية سياسية وإنسانية في غزة، ولكنه لا يزال يواجه العديد من التحديات على أرض الواقع.