تم الإعلان عن تفاصيل جديدة حول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، في خطوة قد تُسهم في تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. الاتفاق يشمل الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، إلى جانب تحقيق بعض التهدئة العسكرية في المنطقة.
إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين
وفقًا لصحيفة “هآرتس”، الصفقة تتضمن إطلاق سراح 290 أسيرًا فلسطينيًا من أصحاب المؤبدات، بالإضافة إلى 600 أسير فلسطيني آخرين ممن تتجاوز محكوميتهم الـ 15 عامًا. بالإضافة إلى ذلك، سيتم الإفراج عن 1000 أسير فلسطيني من قطاع غزة، الذين تم اعتقالهم خلال العملية البرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة.
بموجب الصفقة، سيتم نقل الأسرى المفرج عنهم إلى معتقل عوفر في الضفة الغربية، ومن هناك سيتم توزيعهم على مناطق مختلفة في الأراضي الفلسطينية.
الترتيبات المتعلقة بالأسرى الإسرائيليين
من جانبها، ستتلقى إسرائيل قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين قبل 24 ساعة من الإفراج عن كل دفعة من الأسرى الفلسطينيين. وبناءً على هذه القوائم، ستنشر إسرائيل أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم في كل دفعة من الدفعات.
الصفقة والمرحلة الأولى
الصفقة تتضمن ثلاث مراحل رئيسية، حيث تُعد المرحلة الأولى هي الأهم والأكثر إلحاحًا. وتشمل هذه المرحلة “وقف إطلاق نار شامل”، والإفراج عن 33 رهينة، بينهم نساء وأطفال ومسنون. كما ستتضمن المرحلة الأولى انسحابًا إسرائيليًا من المناطق المأهولة في قطاع غزة، إلى جانب زيادة المساعدات الإنسانية الداخلة إلى القطاع. وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تصريحاته، أن إسرائيل ستفرج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين في إطار هذه المرحلة.
المرحلة الثانية والثالثة
• المرحلة الثانية: بعد تنفيذ المرحلة الأولى، يفترض أن تشمل الإفراج عن باقي الرهائن الفلسطينيين المحتجزين لدى حماس.
• المرحلة الثالثة: سيتم تخصيصها لإعادة بناء غزة وتقديم الدعم الضروري لتحسين الوضع الإنساني في القطاع، بالإضافة إلى إعادة رفات الرهائن الذين قضوا أثناء احتجازهم.
الضغط السياسي وأثره على الصفقة
تُعتبر هذه الصفقة تتويجًا لمفاوضات مكثفة ظلت متعثرة لأكثر من عام، حيث جاء الإعلان عن الصفقة في وقت حساس، مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ترامب أشار إلى أن الضغوط التي مارستها إدارته قد كانت حاسمة في تحقيق هذا الاتفاق، قائلاً: “غيرنا مسار الأمور بسرعة وبوضوح، وكان من الضروري حدوث ذلك قبل أن أقسم اليمين”. في الوقت نفسه، أكدت مصادر قطرية أن الاتفاق لم يكن ليحدث دون تلك الضغوط.
الواقع الإنساني في غزة:
القطاع، الذي يعاني من حصار إسرائيلي منذ عام 2007، يواجه ظروفًا اقتصادية وإنسانية صعبة. الحرب المستمرة أدت إلى تدمير العديد من البنى التحتية في غزة، وأجبرت غالبية السكان البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون نسمة على النزوح بشكل متكرر. كما أن الفقر والبطالة في غزة قد تصاعدت بشكل غير مسبوق، مما خلق أزمة إنسانية هائلة في المنطقة.
ارتفاع حصيلة القتلى في غزة:
في الوقت نفسه، تستمر الضغوط على قطاع غزة من جراء الحرب. أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة عن ارتفاع حصيلة القتلى إلى 46,876 فلسطينيًا منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023. كما تم تسجيل 88 شهيدًا جديدًا في الساعات الـ 24 الماضية، بالإضافة إلى 189 إصابة. هذه الأرقام تشير إلى حجم الدمار الهائل الذي يعاني منه القطاع في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.
خلاصة
هذه الصفقة التي تشمل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين ووقف إطلاق النار الشامل تمثل خطوة نحو تخفيف الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة. على الرغم من ذلك، تظل التحديات كبيرة في تنفيذ الصفقة على الأرض، وتستمر الحرب في إلحاق أضرار فادحة بالبنية التحتية والإنسانية في القطاع.