في تطور مفاجئ، شنت القوات الجوية الفرنسية ضربات عسكرية على مواقع في سوريا، للمرة الأولى منذ عامين. ووفقًا لتصريحات رسمية صادرة عن وزارة الدفاع الفرنسية، استهدفت الغارات مواقع تابعة لتنظيمات مسلحة في شمال شرق سوريا، والتي وُصفت بأنها تهدد المصالح الفرنسية والأمن الإقليمي.
تفاصيل الضربات
جاءت الغارات في إطار عملية عسكرية مشتركة مع قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب. وأفادت مصادر ميدانية أن الضربات استهدفت مستودعات أسلحة ومراكز قيادة في منطقة الحسكة. وتأتي هذه العملية بعد تقارير استخباراتية تفيد بتزايد نشاط الجماعات المسلحة التي قد تهدد المصالح الفرنسية في المنطقة، بما في ذلك احتمالية تنفيذ هجمات ضد القوات الفرنسية في غرب إفريقيا أو أوروبا.
التصعيد الفرنسي
تأتي هذه الخطوة بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أكد فيها التزام فرنسا بمكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم. وصرح ماكرون في وقت سابق بأن بلاده ستواصل جهودها لضمان الاستقرار في المناطق التي تشهد اضطرابات، مشيرًا إلى أهمية التنسيق مع الشركاء الدوليين في هذا السياق.
ردود الأفعال
على الصعيد الدولي، أثارت هذه الضربات ردود فعل متباينة. بينما أشاد حلفاء فرنسا بهذه الخطوة كجزء من الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، أعربت دول أخرى عن قلقها من تأثير هذه الضربات على استقرار المنطقة.
على الجانب السوري، لم تصدر الحكومة السورية أي تعليق رسمي حتى الآن، لكن محللين يرون أن هذه الضربات قد تزيد من تعقيد المشهد في سوريا، خاصة مع استمرار التوترات بين القوى الدولية المختلفة المتورطة في الصراع.
خلفية الصراع
تشهد سوريا منذ عام 2011 صراعًا متعدد الأطراف، حيث تدخلت العديد من القوى الدولية والإقليمية لدعم أطراف مختلفة. ورغم هدوء نسبي في بعض المناطق، لا تزال مناطق أخرى تشهد مواجهات ونشاطًا للجماعات المسلحة.
تعد هذه الضربات تذكيرًا بأن فرنسا، رغم تراجع مشاركتها العسكرية في سوريا في السنوات الأخيرة، لا تزال تعتبر المنطقة ذات أهمية استراتيجية في سياستها الخارجية.