آخر الأخبار

ذيل الكلب عمره ما بينعدل … مثل عربي ينطبق على مجرمي المهجر من العرب

من أعمق ثنايا التراث العربي، خرج مثل يقول: “ذيل الكلب عمره ما بينعدل، حتى لو وضعته في قالب لأربعين عامًا”. إنه مثل يجسد تحدي الطبيعة البشرية عندما تكون مسيرة الحياة مطبوعة بالعوج والاعوجاج.

وفي زمننا الحديث، أصبح هذا المثل ينطبق بدقة على فئة من أبناء العرب الذين هاجروا إلى الخارج، ليس للبحث عن حياة أفضل أو بناء مستقبل مشرّف، بل ليُعيدوا إنتاج فسادهم وجريمتهم في أراضٍ ليست أراضيهم.

مجرمون بلا حدود

عندما يفكر الإنسان في المهجر، يخطر على باله الحلم بالحياة الكريمة والعمل الجاد، لكن بعض المهاجرين العرب حملوا معهم قبح النفوس، ورأوا في الحرية مساحة لتعميق فسادهم. هذه الفئة تُسيء للأغلبية الشريفة من المهاجرين الذين يبنون الجسور بين ثقافاتهم ووطنهم الجديد.

في شوارع أوروبا وأميركا، تجد هؤلاء يكررون ذات السلوكيات التي جعلت أوطانهم الأصلية بيئة خصبة للفساد والفوضى. تجارة المخدرات، الاحتيال، العنف، واستغلال القوانين الغربية التي غالبًا ما تكون أكثر تسامحًا مما يستحقون.

الهروب من الوطن … وإعادة إنتاج الفوضى

ما يجعل الأمر أكثر مرارة أن هؤلاء المجرمين كثيرًا ما يدّعون أنهم هربوا من القمع أو الفقر في أوطانهم، لكن ما إن تطأ أقدامهم دول المهجر حتى تتحول النوايا إلى جشع وعنف. فبدلاً من الاستفادة من الفرص لإعادة بناء حياتهم، تراهم يصطادون في مياه الحريات التي لا يفهمون قيمتها.

تجدهم يخلقون مجتمعات موازية، مغلقة، تعج بالفوضى التي هربوا منها. يعيدون تشكيل “الأحياء المنبوذة” في قلب العواصم الغربية، حيث القانون يُنتهك، وحيث قيم الكذب والاحتيال تغلب على أي محاولة للتغيير.

لا العود أصلح ولا الغربة عدّلت

لا تكمن المشكلة فقط في سلوك هؤلاء المجرمين، بل في أنهم يُعرّفون ثقافتنا كعرب بأبشع الصور أمام العالم. هذه الأفعال تعطي ذريعة لمن يريد تصوير العرب على أنهم مجرد رموز للفوضى والعنف.

وتمامًا كما يقول المثل، مهما حاولت تلك الدول احتواء هؤلاء، فإن ذيل الكلب يبقى أعوجًا. لا القوانين الصارمة ولا الفرص العظيمة تستطيع إصلاح نفوسهم المريضة.

هل من أمل؟

الحل لا يكمن فقط في إدانة هؤلاء، بل في التعمق أكثر في أسباب إنتاج مثل هذه الفئة في أوطاننا. الفساد، القمع، والتربية الأسرية المشوهة هي مصانع لإنتاج هذه النماذج.

ولكن يبقى التحدي الحقيقي في استعادة قيمة الأخلاق والعمل الجاد بين العرب، سواء في الداخل أو في المهجر.

فلعلنا يومًا ما نكسر هذه الصورة النمطية، ونُثبت للعالم أن ذيل الكلب، وإن كان عصيًا على التعديل، يمكن تجاوزه بإنتاج أجيال جديدة تعكس جمال القيم العربية الحقيقية.