عاد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى أوتاوا، ولكنه لم يُظهر حتى الآن استعدادًا للتعامل مع الدعوات المتزايدة لاستقالته. في الوقت ذاته، أكدّت مصادر لشبكة CTV News أن رؤساء الكتل الإقليمية للحزب الليبرالي سيعقدون اجتماعًا افتراضيًا اليوم في الساعة الثالثة مساءً بتوقيت شرق كندا لمناقشة الخطوات القادمة.
خلال الاجتماع، من المتوقع أن يتم مطالبة رئيسة الكتلة الوطنية بريندا شاناهان بالنظر في دعوة لعقد اجتماع لجميع أعضاء الحزب الليبرالي في البرلمان. يسعى بعض الأعضاء إلى تقديم طلب رسمي لرئيس الوزراء لترودو لتحديد موقفه بشكل واضح بشأن بقائه كزعيم للحزب أو الاستقالة، وربما تقديم جدول زمني لاتخاذ قراره.
تصاعد الضغوط داخل الحزب
تأتي هذه التطورات بعد عطلة شهدت زيادة ملحوظة في الدعوات لاستقالة ترودو من داخل الكتلة الليبرالية في جميع أنحاء البلاد. كما بدأ الحزب مناقشات داخلية حول قواعد القيادة وإمكانية الإسراع في التحضير لسباق قيادة جديد.
رغم أهمية الاجتماع، لن يشارك ترودو فيه. إلا أنه ظهر علنًا للمرة الأولى هذا العام بزيارة إلى السفارة الأميركية في أوتاوا للتوقيع في سجل التعازي للرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر. ولم يتحدث ترودو أمام الكاميرات أثناء الزيارة، حيث بدا محايد التعبير، وظهر بلحية تشبه تلك التي اعتاد أن يظهر بها خلال فترة أزمة جائحة كوفيد-19.
ترك ترودو رسالة مكتوبة قال فيها:
“كرئيس وزعيم وإنساني، جعل جيمي كارتر العالم مكانًا أفضل. كان رجلاً يتمتع بنزاهة جوهرية، وقدّم للعالم مثالاً على ما يعنيه أن تعيش حياة مليئة بالأهداف والخدمة. سأظل ممتنًا دائمًا لنصائحه الحكيمة، وسأستمر في استلهام العبر من حياته الاستثنائية. من جيرانك الـ41 مليون كندي: شكرًا لك، جيمي.”
لقاء وزاري حول العلاقات مع الولايات المتحدة
قبل زيارته للسفارة الأميركية، حضر رئيس الوزراء اجتماعًا صباحيًا للجنة الكندية-الأميركية لمجلس الوزراء، التي تعمل على إدارة العلاقات مع إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب.
تضمّن الاجتماع، الذي لم يُصدر عنه بيان رسمي، مناقشات حول اللقاء الذي جمع وزير المالية والشؤون الحكومية دومينيك ليبلان ووزيرة الخارجية ميلاني جولي مع شخصيات أميركية بارزة في مارالاغو الأسبوع الماضي.
تصريحات إليزابيث ماي
في مؤتمر صحفي صباح اليوم في البرلمان، قدمت زعيمة حزب الخضر إليزابيث ماي اقتراحات حول كيفية استعداد كندا للتعامل مع إدارة ترامب المقبلة. وأكدت أن البلاد بحاجة إلى قيادة قوية للتصدي لخطاب “الدولة الـ51” الذي أطلقه ترامب.
عند سؤالها عما إذا كانت ترى أن ترودو ما زال قادرًا على تولي هذا الدور القيادي، قالت ماي:
“بالتأكيد، لأننا لسنا دولة تعتمد على رئيس الوزراء وحده للقيادة.”
ورغم ذلك، أشارت إلى أن موقف ترودو “هش”، مضيفة أن استقالة كريستيا فريلاند وطريقة خروجها من مجلس الوزراء قبل بيان الخريف الاقتصادي تثير تساؤلات حول حكم ترودو.
تطورات متوقعة
ما زال مستقبل ترودو غامضًا وسط تصاعد الضغوط الداخلية داخل الحزب الليبرالي. ومع اجتماع اليوم، قد تتضح الخطوات المقبلة، سواء عبر تحديد موقف ترودو أو البدء بالتحضير لسباق قيادة جديد.
هذه قصة متطورة. تابعونا للمزيد من التحديثات.