عندما يعبر الإنسان الحدود، ليست الجغرافيا وحدها التي تتغير، بل يفترض أن تتغير عقليته وأخلاقياته. ومع ذلك، فإن هناك من يصرون على حمل قذارات أفكارهم معهم إلى المهجر، ليزرعوا الفساد حيثما حلوا. هؤلاء المجرمون الذين لم يكتفوا بما ارتكبوه في أوطانهم، بل عزموا على نقل خيباتهم وآثامهم إلى المجتمعات الجديدة. ومع أن الهروب من الوطن قد يحقق لهم الأمن، إلا أن الهروب من الفكر المريض يبقى مستحيلًا، وها هي “الخاوة” تتسلل إلى المهجر، تفسد كل شيء.
الخاوة… ليس مجرد تصرف، بل ثقافة فاسدة!
الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع هي أن الخاوة ليست مجرد سلوك فردي قابل للإصلاح، بل هي ثقافة قذرة، تُغذيها مشاعر الجشع والعنف. الخاوة تتسلل إلى المهجر كأنها جزء من جينات المجرم، هذا الشخص الذي لا يستطيع أن يعيش دون أن يُؤذي من حوله. والأنكى من ذلك، أن هؤلاء المجرمين يستخدمون حاجات الآخرين لتحقيق مكاسبهم، ويستغلون طيبة الناس وضعفهم، فيحولون المهجر إلى ساحة للتلاعب والابتزاز. والويل لمن يعترض، فهؤلاء لا يتوانون عن استخدام كل الأساليب القذرة لجعل الجميع خاضعين لهم، يظنون أن كل من حولهم مجرد أدوات لتلبية رغباتهم المريضة.
الخاوة لا مكان لها في المهجر… فاحذروا!
لا تظنوا أن الابتزاز سيكون مقتصرًا على المهاجرين الذين يقعون فريسةً للظروف. الخاوة تطال الجميع، بما فيهم من هم على استعداد لبناء حياة جديدة على أسس صحيحة. إذا كنت تفكر في بداية جديدة، فتذكر أن الخاوة تنتظر اللحظة المناسبة لتسجل حضورها. هذا الفكر المريض لن يظل بعيدًا عنك؛ قد يكون الجار، قد يكون الموظف في مكان عملك، قد يكون من يشاركك في دائرة المعارف. فاحذر من الوقوع في فخهم، فكل كلمة وكل فعل قد يكون بداية لتسلقهم على حسابك.
نموذج “الخاوة”… بين المجرم والفكر المنحرف
إذا كان هناك من يظن أن “الخاوة” هي مجرد كلمات تقال لتغطية سوء التصرف، فعليه أن يعي الحقيقة المرة: إن هؤلاء الذين يمارسون الخاوة هم أشخاص لا يتورعون عن أي شيء للوصول إلى أهدافهم. يُمارسون الابتزاز بأبشع صوره، سواء كان ذلك على مستوى الأموال أو النفوذ. وإذا فكرت في غض الطرف، فأنت بذلك تساهم في انتشار هذا الفكر الفاسد، الذي يجر خلفه المآسي والدمار. فلا تسمح لهذا الفكر بالتمدد، وألا تكون سببًا في نشر الخوف والظلم.
الخاوة… أسلوب الحياة القاتل!
اعلموا أن الخاوة ليست سلوكًا عرضيًا، بل هي أسلوب حياة. هؤلاء المجرمون لا ينظرون إلى الآخرين إلا كأدوات للابتزاز. وإذا تركنا لهم الساحة لتطوير مخططاتهم، سنرى أن المهجر يتحول إلى مكان مشبع بالخراب والفوضى. لكن الواقع أن الأمل يمكن أن يكون في التصدي لهم. لابد أن تكون يقظًا، ولا تسمح لهذه العقليات بأن تجد مكانًا في مجتمعك الجديد. فالقوة في وحدة الصف، والنجاح في رفض الخاوة في كل أشكالها. والفرصة أمامك لتكون جزءًا من الحل، لا المشكلة.
ترهيب وتحذير: لا تقبلوا الخاوة
أيها المهاجرون، أيها الأفراد الطيبون، الحذر واجب. لا تضعوا أنفسكم في مواضع الضعف، ولا تسمحوا لأحد أن يستغل حاجة الناس البسطاء. الخاوة هي الجرثومة التي تفسد أي مجتمع، وتدمر الأمل، وتُعمّق الصراعات. إن التفريط في مواجهة هذاالخطر يعني قبول تدمير حياتنا جميعًا. انتبهوا، لا تلتفتوا إلى من يتاجر بالابتزاز، ولا تقبلوا أن تكونوا جزءًا من مسلسل طويل من المآسي التي تبدأ بالخاوة ولا تنتهي.
ترغيب في تغيير الواقع: أنتم الأقوى!
لكن، ليس كل شيء قاتمًا. هناك دائمًا فرصة للتغيير، فرصة للقضاء على هذه الآفات. فأنتم الأقوى، والمهجر هو فرصتك لبناء حياة جديدة بلا خوف أو استغلال. اختاروا أن تكونوا جزءًا من المستقبل الذي يبنى على التضامن والعدالة، بدلاً من أن تُصبحوا شهودًا على تدمير الأمل. المهجر يجب أن يكون بداية جديدة، لا ساحة للخاوة.