استقالة مؤسس منظمة “العدالة والسلام في الشرق الأوسط” وسط جدل حول قيادتها

أعلن توماس وودلي، مؤسس ورئيس منظمة “الكنديون من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط” (CJPME)، استقالته من منصبه في أواخر ديسمبر، مشيرًا إلى معارضة مستمرة لقيادته “كشخص غير فلسطيني” من قِبل بعض النشطاء.

في رسالة وداع مطولة لمؤيديه، أشار وودلي إلى أن الهجمات التي شنتها حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل غيّرت الطريقة التي ينظر بها مجتمع النشطاء إلى المنظمة، حيث باتوا يرون أن قيادتها من قِبل شخص غير فلسطيني يضعف من شرعيتها. وكتب وودلي:

“رغم أن CJPME تأسست كمنظمة تحتضن الكنديين من جميع الخلفيات، إلا أننا اليوم نُحكم عبر عدسة السياسة الهوية. لم ندّعِ يومًا أننا فلسطينيون أو أننا نمثل الفلسطينيين، لكن الكثيرين يفترضون أن القيادة غير الفلسطينية تجعل المنظمة غير شرعية.”

خلفية التأسيس وهدف المنظمة

أسس وودلي وزوجته غريس باتشون المنظمة في مونتريال عام 2004 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، بهدف خلق مساحة شاملة لجميع الكنديين. قال وودلي:

“لم نكن ننوي تأسيس منظمة، لكن عندما رفضت إحدى المنظمات المحلية الفلسطينية قبول عضويتي لأنني لست فلسطينيًا، أدركنا حاجتنا لبناء منظمة ترحب بالجميع.”

رد المنظمة

أكدت CJPME في بيان رسمي أن وودلي استقال بعد فترة قيادة طويلة وناجحة، لكنها نفت أن يكون وضعه كـ”غير فلسطيني” عقبة أمام عمل المنظمة. وأضافت:

“مجلس إدارتنا وطاقمنا متنوع، ويشمل أفرادًا من خلفيات فلسطينية وغير فلسطينية. مهمتنا تمكين الكنديين من جميع الخلفيات لدعم العدالة والتنمية والسلام في الشرق الأوسط.”

الجدل الداخلي

أثار قرار الاستقالة تساؤلات حول التوترات داخل مجتمع النشطاء. وانتقدت غادة ساسة، العضو السابق في مجلس إدارة CJPME، المنظمة بعد تعليق عضويتها عقب تصريحات مثيرة للجدل بشأن هجمات 7 أكتوبر. واتهمت ساسة المنظمة بأنها “تقمع الأصوات الفلسطينية المنتقدة”.

استمرار الجدل حول مواقف المنظمة

واجهت CJPME انتقادات بسبب مواقفها منذ هجمات حماس. في صباح يوم 7 أكتوبر، أصدرت بيانًا يُحمل إسرائيل مسؤولية التصعيد، مشيرة إلى أن الهجوم جاء بعد “سنوات من الاعتداءات الإسرائيلية على غزة”.

كما أعادت المنظمة نشر صورة لجرافة تابعة لحماس تدمر السياج الحدودي الإسرائيلي، مصحوبة بتعليق يصف غزة بأنها “خرجت من السجن”.

ختام

تعكس استقالة وودلي استمرار الانقسام داخل مجتمعات النشطاء بشأن قضايا الهوية والشرعية في النضال من أجل القضية الفلسطينية. ومع تولي نائب الرئيس مايكل بوكيرت منصب الرئيس المؤقت، يبقى السؤال حول مستقبل CJPME ودورها في دعم القضية الفلسطينية.