تقرير مشوق …. لعشاق الحضارة ، العاصمة الكندية أوتاوا وجهة سياحية جامعة وفريدة

كندا بلد واسع ويتميز بتنوع ثقافي وجغرافي، لذا فإن اختيار المدينة التي ترغب بزيارتها يعتمد على اهتماماتك.

إذا كنت تفضل الطبيعة الخلابة، فتعد فانكوفر وجهة ممتازة بفضل قربها من الجبال والبحر، بينما تعتبر تورنتو ومونتريال من المدن النابضة بالحياة وتقدم الكثير من الفعاليات الثقافية والمهرجانات.

أما إذا كنت من عشاق التاريخ والثقافة، فإن أوتاوا، العاصمة، تعتبر خيارًا رائعًا حيث يمكن زيارة البرلمان الكندي واستكشاف المعالم التاريخية الأخرى مثل قناة ريدو. 

في هذا المقال نقدم لك ملخص رحلتك المتوقعة لأوتاوا، كونها قلب المدينة التي تجمع بين الماضي العريق والحاضر النابض بالحياة. 

الإقامة بين المباني التاريخية في أوتاوا

من الأفضل أن تختار إقامتك في وسط البلد، حيث يمكنك الاستمتاع بالمباني التاريخية التي تضفي على المدينة سحرًا خاصًا، مثل مباني البرلمان الكندي الثلاثة.

تعتبر هذه المباني معالم بارزة في تاريخ كندا، وقد تم تشييدها في شارع ويلينغتون بين عامي 1859 و1876، على تلة تعرف بـ"تلة البرلمان"، التي تطل على نهر أوتاوا.

كما يمكن للزوار التجول في أروقة البرلمان، واكتشاف التاريخ من خلال الجولات التي توفرها هذه المعالم. 

يتيح البرلمان الكندي، باعتباره من أبرز المعالم السياحية، فرصة رائعة للزوار لاستكشاف بعض أروقته. ويمكن للزوار حجز جولات داخل أحد مباني البرلمان الثلاثة عبر موقع البرلمان الرسمي، حيث يختارون اليوم والساعة واللغة المناسبة لهم. 

يتكون البرلمان من مبنى مركزي يحتوي على مجلسي الشيوخ والنواب، بالإضافة إلى مكتبة البرلمان الشهيرة وبرج السلام. 

يقع هذا المبنى عند أعلى نقطة في تلة البرلمان، بالقرب من جرف شديد الانحدار. أما المبنيان الشرقي والغربي فهما مبنيان إداريان، يقعان على جانبي المبنى المركزي، وتربطهما ساحة عامة.

كما تضم الأراضي الواسعة المحيطة بالمباني آثاراً لشخصيات سياسية مهمة؛ ما يضيف بعدًا ثقافيًا وتاريخيًا غنيًا للزيارة.

أهمية ومكانة أوتاوا التاريخية

في عام 1857، اختارت الملكة فيكتوريا مدينة أوتاوا لتكون العاصمة الجديدة لكندا، نظراً لموقعها الإستراتيجي وأهميتها العسكرية. المنطقة المعروفة بتلة باراك كانت في السابق موطنًا للمهندسين الملكيين الذين عملوا على قناة ريدو، وتم اختيارها كموقع للمباني الفيدرالية.

على مر السنوات، شهدت تلة البرلمان عدة توسعات، خاصة بعد الحريق الذي دمر المبنى المركزي في عام 1916. وفي عام 1927، اتخذت تلة البرلمان شكلها الحالي مع اكتمال برج السلام.

تقديراً لأهميتها التاريخية، تم تصنيف مباني البرلمان كمواقع تاريخية وطنية في عام 1976. إن زيارة البرلمان تتيح للزوار فرصة اكتشاف تاريخ كندا الغني، حيث يزور هذه المعالم سنوياً نحو 3 ملايين شخص، ما يعكس شعبية أوتاوا بين السياح.

يمكن للزوار الذين سبق لهم زيارة أوروبا أن يلاحظوا تشابهًا بين المباني التاريخية في أوتاوا وتلك الموجودة في القارة الأوروبية.

الجالية العربية في أوتاوا

تعتبر أوتاوا مدينة غنية بتنوع ثقافاتها، حيث يتحدث سكانها اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ما يعكس تاريخها الثقافي الغني. من بين هذه الثقافات، تحتضن أوتاوا جالية عربية كبيرة، حيث يمكن للزوار أن يصادفوا أشخاصًا من مختلف البلدان العربية أثناء تجوالهم في الشوارع أو تسوقهم في المراكز التجارية.

كما يوجد العديد من المطاعم العربية التي تقدم أطباقًا تقليدية، مثل الشاورما، التي تُقدم بطرق متنوعة. يمكنك تجربة الشاورما على الطريقة الغربية، التي تضاف إليها الخضار، أو الشاورما التقليدية اللبنانية والسورية التي تضفي طابعًا أصيلاً على التجربة.

الأجواء في هذه المطاعم تسهم في خلق تجربة لا تُنسى، حيث تملأ الأغاني العربية المكان، ما يجعل الزائر يشعر وكأنه في قلب العالم العربي. كما لا يمكن إغفال وجود المطاعم الفلسطينية والتركية. 

أما بالنسبة للحلويات، فيُمكنك تجربة الكنافة بالمانجا، وهي واحدة من الحلويات الشهيرة التي تُقدم في بعض المطاعم، للاستمتاع بتجربة طعام عربية غنية ولذيذة.

التسوق والقهوة

عند الحديث عن تجربة التسوق في أوتاوا، يُلاحظ أن عملية شراء الملابس الشتوية تختلف بعض الشيء عما هو متعارف عليه في أماكن أخرى. عند محاولة اختيار سترات سميكة لمواجهة البرد القارس، سيكون البائع حريصًا على توجيهك نحو السترات المناسبة لدرجات حرارة محددة، مثل -10 أو -20 درجة مئوية.

هذه الميزة تعكس الوعي الكبير بظروف الطقس القاسي في كندا، حيث يعتبر الشتاء فترة صعبة تتطلب تجهيزات خاصة.

بالنسبة لعشاق القهوة، تقدم سلسلة مقاهي ومطاعم "تيم هورتونز"، التي تأسست عام 1964، تجربة مميزة.

هذه السلسلة ليست مجرد مكان لتناول القهوة، بل أصبحت جزءًا من الثقافة الكندية. تقدم مجموعة متنوعة من المشروبات الساخنة، بما في ذلك القهوة، والدونتس، والسندويشات، ما يجعلها وجهة مثالية للاسترخاء واستعادة الطاقة أثناء التسوق أو استكشاف المدينة.

وختامًا، فإن استكشاف هذه الجوانب من أوتاوا يضيف عمقًا لتجربتك، ما يساعدك على فهم الحياة اليومية والثقافة المحلية بشكل أفضل.