كشفت واشنطن بوست، استنادًا إلى صور الأقمار الصناعية وتحقيقات ميدانية، عن تنفيذ إسرائيل عمليات هدم واسعة النطاق وإقامة تحصينات عسكرية شمال قطاع غزة، مما تسبب في نزوح عشرات الآلاف من السكان الفلسطينيين من منازلهم.
الأوضاع الميدانية شمال غزة
• بدأ الهجوم الإسرائيلي في 5 أكتوبر 2023، واستهدف مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، حيث أعلنت القوات الإسرائيلية أن هدفها هو القضاء على وجود حماس في هذه المناطق.
• وفقًا للأمم المتحدة، تم تهجير أكثر من 100 ألف فلسطيني من هذه المناطق، وبقي ما يقدر بين 30 و50 ألفًا فقط، مقارنة بالسكان السابقين قبل الحرب.
• المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة شبه معدومة بسبب القيود الإسرائيلية، مما يثير تحذيرات من بدء المجاعة في بعض المناطق.
دمار شامل وبناء تحصينات عسكرية
• أظهرت صور الأقمار الصناعية إزالة ما يقرب من نصف مخيم جباليا للاجئين بين أكتوبر وديسمبر 2023.
• تم إنشاء محور عسكري يربط المناطق الشمالية من الساحل إلى الحدود مع إسرائيل، مع إزالة المباني وإنشاء نقاط عسكرية محصنة.
• هذا التحول يشبه “ممر نتساريم” العسكري الذي أقامته إسرائيل سابقًا وسط قطاع غزة، ولكن هذه المرة يتم تنفيذه في مناطق حضرية مكتظة.
التداعيات الإنسانية
• بحسب مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، تم تدمير ثلث المباني في شمال غزة حتى الأول من ديسمبر 2023، بما في ذلك:
• أكثر من 5,000 مبنى في جباليا.
• 3,000 مبنى في بيت لاهيا.
• 2,000 مبنى في بيت حانون.
• اضطر 5,500 شخص يحتمون في مدارس بيت لاهيا إلى النزوح جنوبًا إلى غزة في ديسمبر.
شهادات السكان
• سعيد كيلاني من بيت لاهيا قال: “تم تدمير كل شيء لإجبارنا على المغادرة”.
• نرمين، التي فقدت 125 فردًا من عائلتها في غارة إسرائيلية، وصفت مأساة دفن أقاربها، مضيفة أن الهجوم تركهم مع 10 أطفال مصابين تحت رعايتها.
• وصف السكان عمليات الإخلاء بأنها “عنيفة ومنهجية”، حيث يتم فصل الرجال والفتيان عن النساء والأطفال، مع احتجاز بعضهم بشكل تعسفي.
التبريرات الإسرائيلية
• نفى جيش الدفاع الإسرائيلي مزاعم وزير الدفاع السابق موشيه يعالون بأن العمليات تهدف إلى “التطهير العرقي”.
• أوضح الجيش أن العمليات تستهدف “أهدافًا عسكرية فقط” وأن السكان يُطلب منهم الإخلاء حفاظًا على سلامتهم.
• أشار المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن عودة السكان غير مسموح بها حاليًا، مبررًا ذلك بخطر استخدامهم كدروع بشرية من قبل حماس.
تحليل وتوقعات
يعتقد المحللون أن التحركات الإسرائيلية تهدف إلى خلق “منطقة عازلة” شمال غزة، مما يفصل هذه المناطق عن مدينة غزة، ما يثير مخاوف بشأن إعادة توطين الفلسطينيين. كما تبقى عودة السكان إلى المناطق المدمرة نقطة خلاف أساسية في أي مفاوضات محتملة لوقف إطلاق النار.
تسلط هذه التقارير الضوء على الكارثة الإنسانية المتفاقمة شمال غزة، وسط تصعيد عسكري يهدد بمزيد من التهجير والتدمير.