نعمل في عرب كندا نيوز على أن نكون جسراً للتواصل بين أفراد الجالية العربية، ولذلك ندعم أي عمل من شأنه أن يساهم في تعريف أبناء الجالية ببعضهم البعض ونسلط الضوء عليه لكي يكون ملهماً للآخرين..
نلتقي اليوم في هذا اللقاء الخاص بالسيدة هدى مقبل مرشحة الحزب الديقمراطي الجديد عن منطقة جنوب أوتاوا وذلك في الإنتخابات الكندية الفيدرالية القادمة ....
بداية نرحب بك هدى مقبل ونرجو أن تعرفينا بنفسك؟
أهلاً بكم وسعيدة بلقاءكم وممتنة لهذه الفرصة التي من خلالها سأشارك قراءكم من سكان جنوب أوتاوا برنامجي الانتخابي..
إسمي هدى مقبل، أنا مرشحة الحزب الديمقراطي الجديد في الانتخابات القادمة عن منطقة جنوب أوتاوا، أنا كندية من أصول يمنية أثيوبية أعيش في كندا لأكثر من 30 عاماً، أمضيت طفولتي في مصر وتحديداً في منطقة المهندسين في الجيزة حيث درست المرحلة الابتدائية هناك ومن ثم انتقلنا إلى مونتريال في مقاطعة كيبيك وتعلمت الفرنسية، ومن ثم انتقلت إلى أوتاوا في العام 1991 وأتممت دراستي الثانوية والجامعية فيها حيث تعيش عائلتي وأصدقائي.
التقيت بزوجي الدكتور علي البديني وهو كندي من أصل مصري في تورنتو، وفكرنا لنقل مكان الإقامة إلى أوتاوا لتوافقنا على أنها المكان الأنسب للعائلة والأطفال وأن نكون بين الأهل الذين يقطنون في جنوب أوتاوا وايضا الأصدقاء ونكون وسط الجالية العربية .
من النقاط التي قد تهم القراء، أن منطقة جنوب أوتاوا هي أكبر منطقة تسكنها الجالية العربية في مقاطعة أونتاريو، المجتمع العربي هنا متنوع وقوي وحيوي، وأشعر بأنني محظوظة لأن أكون جزءً منه ويسعدني أن أمثل سكانه في الانتخابات المقبلة.
أخبرينا عن خبرتك الأكاديمية والعملية، وهل تجدين بأن هذه الخبرة ستدعم عملك في مجال السياسة؟
تخرجت من جامعة كارلتون بدرجة بكالوريوس في القانون مع مرتبة الشرف في العام 2000، وفي السنة الأخيرة التحقت بدورة دراسية في الأمن القومي، وعندما علم أستاذي في الجامعة بأنني أجيد التحدث بأربعة لغات بجانب دراستي وتعدد خبراتي، اقترح علي بأن أبحث عن عمل في أجهزة الأمن القومي، لذلك قدمت بالفعل بطلب للعمل في دائرة الاستخبارات ، وقد تطلبت عملية التعيين المرور باختبارات عديدة ، ولقد اجتزت كل هذه الاختبارات واصبحت أول محققة في المخابرات العامة الكندية من أصل مسلم وعربي.
من خلال عملي مثلت كندا في الخارج في العديد من الدول في مهام عديدة وسافرت لدول شتى ومنها بريطانيا ومن خلال ذلك اكتسبت خبرات كثيرة في الشؤون الخارجية والداخلية.
وتعد وكالة الاستخبارات الكندية من أكثر المؤسسات الحكومية أهمية في الحكومة الكندية لأن لها تأثير بالغ على القرارت المتخذة في المؤسسات الفيدرالية الأخرى، مثل أمن الحدود والهجرة والشؤون الخارجية وغيرها، أيضاً اكتسبت خبرة في صياغة السياسات وتنفيذها وخبرتي في هذا المجال ستخدمني بلا شك كعضوة في البرلمان.
كمسلمة، أعلم بان جهاز الإستخبارت الكنديةCSIS ومؤسسات الأمن القومي الأخرى تعاني من التحيز وأن هناك إصلاحات مطلوبة لكي تكون المنظمة أكثر فعالية وإنصافاً، لذلك آمل أن أدعو إلى زيادة التنوع والشفافية والمساءلة داخل هذه المؤسسات، وذلك بهدف تعزيز أمننا القومي الجماعي في كندا.
بالنسبة للحزب الديمقراطي الجديد، أخبرينا عن أهم سياسات الحزب؟
الحزب الديمقراطي الجديد NDP تاريخياً تم تأسيسه بواسطة الحركة العمالية والتي تتفهم جيداً طبيعة الضغوطات التي يتعرض لها الأفراد والعائلات في هذا القطاع..وقد علمتني تجربتي في الحكومة وفي مجال السياسة أن الحزب الديمقراطي الجديد يكافح من أجل الأشياء التي تهم الكنديين كل يوم وتتفهم احتياجاتهم المعيشية وتساعد العمال البسطاء ضد جشع الرأسمالية والشركات الكبرى ، وعندما كبرت ، كنت أتذكر كيف لم يكن لدينا تأمين صحي شامل يغطي الأدوية وصحة الأسنان ورأيت معاناة والديّ لتغطية كل هذه التكاليف.
وأعلم أيضاً بأن العديد من العائلات تعاني من أزمة السكن وارتفاع تكاليف المعيشة، بالإضافة إلى ديون الطلاب الجامعية التي أصبحت تمثل عائقاً بشكل متزايد أمام الطلاب لانهاء دراستهم وإيجاد فرص عمل تكفل لهم عيشة كريمة.
بدأ اهتمامي يزداد في الانضمام للحزب بعد حضوري مؤتمر مع رئيس الحزب الديمقراطي الجديد السيد جاجميت سنج، كان الحوار بناءً والذي ناقشنا من خلاله مع مجموعة من خبراء القانون والمحاميين كيفية تغيير قوانيين تكفل فرص عمل للجميع بشكل عادل وبدون عنصرية بسبب عرق او لون او دين.
وقد لفت انتباهه الاقتراحات والحلول العملية والنوعية التي قدمتها في هذا المؤتمر بخصوص تعديل قوانين ترسي مبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة بين أفراد المجتمع.
بعد هذا اللقاء وجدت أن قيمي ومبادئي متوافقة مع الحزب، ولذلك قررت أن أخوض الانتخابات القادمة والتي من المزمع انعقادها في سبتمبر او أكتوبر القادمين من هذا العام.
نحن بحاجة إلى حكومة ومرشحين يتعاملون مع هذه التحديات اليومية بطريقة جادة وعملية وليس عن طريق تصريحات جوفاء قد تتبخر بعد الانتخابات وسكان جنوب أوتاوا يعلمون هذا جيدا وهم متعطشون للتغيير والتي علمتها بعد لقاءاتي المتعددة مع الجاليات المختلفة في جنوب أوتاوا.
سكان جنوب أوتاوا يحتاجون الي مرشحين ينوبون عنهم في البرلمان من جيل الشباب والذي له القدرة علي الإبداع وتحريك الهمم، أيضا كوني إمرأة بخبرات مميزة كمرشحة لهذا المنصب سيضع علي عاتقي مسؤولية تدريب جيل جديد من الشباب يستطيع أن يفهم التحديات ويجد حلولاً لها.. سكان جنوب اوتاوا يحلمون بالتغيير لأنهم لم يروا أي تغيير يذكر في السنوات العديدة الماضية.
كإبنة لأحد المهاجرين، ما هي أصعب التحديات التي واجهتها وتفكرين في العمل على حلها؟
أستطيع أن أتحدث عن تحديين، الأول كنت أشعر بأنني منجذبة باتجاهين؛ كنت أتحدث العربية واللغة الهرارية في البيت واللغة الانجليزية والفرنسية في المدرسة. ودفعني والديَّ لأكون جادة بشأن دراستي وخاصة الذهاب إلى المدرسة العربية في أيام السبت وتعلم اللغة العربية لأنهما كانا يحلمان بأن أكون ناجحة وملتزمة بتربيتي الإسلامية في حين كنت فقط أريد الاستمتاع كباقي أصدقائي. وأخيرا وجدت التوازن لاحقاً في المرحلة الجامعية عندما قابلت العديد من الشباب الذين لديهم تجارب مشابهة. اليوم أشعر بالفخر والامتنان لوالديَّ، ومعلمي وكل من ساهم فيما أصبحت عليه.
اما التحدي الثاني الذي واجهته فهو العنصرية.
أنا كندية مسلمة أو يمكن القول إني مسلمة غربية، وفي بدايات مسيرتي المهنية مع جهاز الإستخبارات الكندية CSIS كان بعض العنصريين يشعرون بأنه لا يمكنني العمل في هذه المؤسسة كمسلمة محجبة، لكنني استطعت أن أثبت عكس ذلك.
وإلى يومنا هذا مازلت أتحدى العنصرية وأدعوا إلى زيادة التنوع في مؤسسات صنع القرار الحساسة والمهمة مثل الشؤون الخارجية، والجيش، وأمن الحدود، ووزارة الهجرة.
نعم يوجد هناك العديد من مشاكل العنصرية المنهجية في هذه المؤسسات، وأنا أسعى لتغيير ذلك من خلال التحدث في المؤتمرات والجامعات حول هذه القضايا. وأعتقد أن الكنديين المسلمين لديهم الكثير من المواهب ليقدموها وهم جزء من هذا المجتمع ومتساوون مع الجميع.
كإمرأة مسلمة ناشطة وناجحة في المجتمع الكندي، ما هي الرسالة التي تودين توجيهها للمجتمع المسلم في كندا؟ هل تشجعينهم على الدخول في المجال السياسي؟
نعم، أشجع المسلمين وخاصة الشباب. أعتقد أننا كعرب ومسلمين في كندا، علينا أن نخدم بلدنا، وعلينا أيضًا أن نشارك في جميع القطاعات الحكومية السياسية.
كما أنه لا يمكننا أن نشارك في قرارات الحكومة إذا لم نكن نسعى بنشاط لإضافة أصواتنا عند اتخاذ القرارات.
لذلك، من المهم جدًا لمجتمعنا أن نبحث عن معلومات حول العمليات السياسية في كندا على جميع المستويات، سواء كان على المستوى الفيدرالي أو الإقليمي أو البلدي.
يجب على المسلمين الكنديين أن يرفعوا رؤوسهم ويفخروا بهويتهم وإنجازاتهم كمعلمين، مهندسين، كهربائيين، وعاملين في مجال الرعاية الصحية وبكافة مساهماتهم في كل المجالات على مدى سنوات عديدة. إنهم يثرون كندا وبالمقابل يثريهم تنوعها وديمقراطيتها والمحبة والرحمة في النظام القيمي والثقافة الكندية.
وكما يعرف الجميع هناك العديد من العقبات تواجه المسلمين في هذا البلد، بما فيها الأحداث المؤلمة كالهجوم على مسجد في كيبيك عام 2017، ومؤخراً قتل عائلة مسالمة في لندن أونتاريو، وسلسلة العنف التي تعرضت لها النساء المسلمات السود في إدمونتون، ألبرتا، كل هذه الأحداث تذكرنا بضرورة محاربة جميع أشكال الكراهية والإسلاموفوبيا أيا كان مصدرها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القانون رقم 21 الذي صدر في كيبيك، والذي يحظر على العاملين في القطاع العام الذين يعتبرون في مناصب السلطة من ارتداء رموز مثل الحجاب، الكيبا أو العمائم أو التوربان في العمل، يذكرنا بأن العنصرية الممنهجة والحريات الدينية لا يجب أن تؤخذ كأمر مسلم به.
وأنه إذا أردنا محاربة هذه الممارسات علينا الدخول في مجال السياسة، وحينها سيكون بصفتي عضواً في البرلمان سأسعى لرفع صوتي للمطالبة باتخاذ إجراء فيدرالي ضد هذا القانون.
أعلم أن العديد من العائلات تعاني من أزمة السكن وإرتفاع تكاليف المعيشة، بالإضافة إلى ديون الطلاب الجامعية التي أصبحت عائقاً أمامهم لإنهاء دراستهم وإيجاد فرص عمل تكفل لهم عيشة كريمة
ما هي أهم المميزات والخصائص التي يجب أن تتوفر في المرشح حتى يقنع الناخب؟
أعتقد بأن الناخبين الكنديين أذكياء ومقتنعون بالسياسات السليمة التي تضع الأشخاص العاديين والعاملين في طليعة صنع القرار السياسي.
هذا ويتوقع الناخبون من ممثليهم أن يكونوا قادة مسؤولين، يستمعون لهم ويشاركونهم بفعالية، كما يتعين عليهم أيضاً أن يتفهموا ويقدروا المصاعب التي يواجهها الناس ويلتزمون بحل المشكلات واتخاذ القرارات السليمة.
كمرشحة عن منطقة جنوب أوتاوا، بماذا تعدين سكان هذه المنطقة؟
أشعر بالتواضع من الثقة التي أعطيت لي كمرشح فيدرالي للحزب الديمقراطي الجديد في جنوب أوتاوا. لذلك فإنني أتعهد بأن أكون عضوًا في البرلمان الذي سيستمع ويناضل من أجل ما يهم الأشخاص العاديين والعمال والعائلات.
وسأكون أيضًا عضواً متاحاً وممثلاً للأصوات المتنوعة في المجتمع، بما في ذلك تقديم الخدمات باللغة العربية في مكتبي.
أعتقد أن الوقت قد حان للتغيير في جنوب أوتاوا.
أنا متيقنة بأنني كامرأة، سأجلب منظور نصف سكان أوتاوا الجنوبية وألهم جيلًاً جديدًا من الشابات للدخول في عالم السياسة، حيث تؤثر العديد من القرارات السياسية على المرأة تمامًا مثل تأثيرها على الرجل، ومن المهم أن تُصاغ السياسات بعيدًا بحيث تكون عادلة للجميع.
ختاماً ومن خلال عرب كندا نيوز، كمرشحة عن الحزب الديمقراطي الجديد، ما هي الرسالة التي تودين توجيهها للمجتمع الكندي؟
أنا أقدر دور الصحف التي تمثل المجموعات الإثنية مثل صحيفة عرب كندا لأنها تقدم المعلومات وتحلل الأحداث بشكل نقدي وتضعها في السياق الثقافي للمجتمع العربي في هذه الحالة. وأعتقد بأن الصحف الموجودة لا تمثل المجتمع العربي المتنوع تمثيلاً جيداً ولا يتم الحديث عن العرب في الإعلام إلا في حالة حدوث أحداث سلبية، كما أن الكثير من الأخبار مليئة بالتحيز والصور النمطية غير الواقعية. انه أمر ممتع وباعث على التفاؤل أن يكون لدينا صحيفة كعرب كندا لإخراج الأصوات العربية الحقيقية ومساعدة المجتمع العربي على التواصل وإبراز انجازاتهم، ولذلك تساعد صحيفة مثل صحيفة عرب كندا على الارتباط بكندا وتساعد في تشكيل التطور الإيجابية في مجتمعنا.
أجرى اللقاء مدير التحرير : سلوى حماد