تشهد كندا تصاعدًا مقلقًا في جرائم استغلال الأطفال عبر الإنترنت، حيث أفادت الشرطة في مقاطعة بريتش كولومبيا أن عدد الحالات تضاعف أربع مرات بين عامي 2021 و2023. وأكدت البيانات الوطنية أن هذه الظاهرة تفاقمت خلال جائحة كورونا ولم تنخفض بعد انتهائها.

إحصائيات صادمة:

• بلغ عدد تقارير استغلال الأطفال في بريتش كولومبيا حوالي 15,920 حالة في عام 2023، مقارنة بـ4,600 في عام 2021.

• على المستوى الوطني، ارتفعت معدلات الاستغلال الجنسي للأطفال بنسبة 58% بين عامي 2019 و2022.

ما وراء المشكلة:

تقول الشرطية سولانا بار، من وحدة مكافحة استغلال الأطفال التابعة للشرطة الملكية الكندية:

“مع استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي في سن مبكرة، تزداد فرص استهدافهم من قبل المجرمين.”

وتتضمن الجرائم الشائعة الابتزاز الجنسي (Sextortion) واستدراج الأطفال عبر الإنترنت وإنتاج أو توزيع مواد جنسية للأطفال.

قضايا مؤلمة:

برزت قضية الابتزاز الجنسي إلى العلن مع حادثة أماندا تود، الفتاة التي انتحرت عام 2012 بعد تعرضها للابتزاز. وفي عام 2023، انتحر طفلان كنديان، كارسن كلي لاند (12 عامًا) وويليام دوايرون (16 عامًا)، بعد وقوعهما ضحية لهذه الجرائم.

دور التكنولوجيا والتشريعات:

• أشار خبراء إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهم في زيادة سهولة ارتكاب هذه الجرائم.

• أُطلقت دعوات لتفعيل مشروع قانون “الأضرار عبر الإنترنت” الذي قدمته الحكومة الكندية، ويتضمن إنشاء هيئة وطنية لمراقبة سلامة المستخدمين عبر الإنترنت وفرض غرامات على الشركات المخالفة.

الحاجة إلى تحرك عاجل:

أوضحت مونيك سانت جيرمان، المستشارة القانونية لمركز حماية الأطفال الكندي:

“كندا متأخرة جدًا مقارنة بالمملكة المتحدة التي أصدرت قانون سلامة الإنترنت الذي سيدخل حيز التنفيذ في عام 2025.”

وأضافت أن التشريعات المحلية ليست كافية للتعامل مع جرائم تتجاوز الحدود، مشددة على ضرورة تبني قوانين وطنية أكثر شمولاً لمكافحة هذه الظاهرة.

تشريعات محلية جديدة:

في يناير الماضي، أصدرت بريتش كولومبيا قانون حماية الصور الحميمة، الذي يتيح إزالة الصور والفيديوهات المنشورة دون موافقة الضحايا بشكل سريع.

خاتمة:

مع تزايد الجرائم الإلكترونية، أصبح من الضروري اتخاذ خطوات عاجلة لحماية الأطفال عبر الإنترنت، سواء من خلال التشريعات الوطنية أو التعاون الدولي لمكافحة هذه الجرائم العابرة للحدود.