آخر الأخبار

عمليات النصب الضريبي في المهجر: نصابون يحتالون على أبناء الجالية وينتحلون مهنة المحاسبين

وصلتنا في الآونة الأخيرة عدة شكاوي من العديد من أبناء الجالية العربية، يشيرون فيها لتعرضهم لعمليات نصب وإحتيال من قِبل أشخاص ينتحلون مهنة المحاسبة ويتقاضون منهم مبالغ ليس قليلة مقابل تعبئة النموذج الضريبي.

ونحن اليوم في نهاية العام وجدنا أنه من الواجب التنويه لمثل هذه السلوكيات، حيث أن الشكاوي المعتدلة تشير إلى أن هناك فلسطيني بالإشتراك مع سورية يستهدفون في المواسم الضريبية أبناء الجالية من ذوي الدخل المحدود ويوهمونهم بأنهم يستطيعون تحصيل مردود عالي ومزايا كاملة ومجدية لأطفالهم.

العديد من هؤلاء الضحايا إكتشفوا بأن هؤلاء المحتالين يمارسون عملية نصب كبيرة ويورطونهم بمشاكل كبيرة ومن ثم يختفون عن الأنظار بعد أن يأخذوا مستحقاتهم التي يحصلون عليها من الضحايا.

هذا وتتزايد في السنوات الأخيرة شكاوى أبناء الجاليات العربية في المهجر من عمليات نصب واحتيال تتخذ من خدمات الإعداد الضريبي وسيلة لتحقيق مكاسب غير شرعية.

هذا ويقوم بعض الأفراد بانتحال صفة محاسبين قانونيين مستغلين ثقة المغتربين وحاجتهم لتقديم إقرارات ضريبية دقيقة تتماشى مع قوانين الدول المضيفة، ما يتسبب بخسائر مالية جسيمة وأزمات قانونية.

طرق النصب الشائعة

ينشط هؤلاء المحتالون خلال موسم الضرائب، حيث يقدمون أنفسهم كمحاسبين معتمدين أو مستشارين ضريبيين، ويستخدمون عدة أساليب للإيقاع بضحاياهم، منها:

1. إعلانات مضللة: ينشرون إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع مخصصة للجالية خاصة بين القادمين الجدد واللاجئين، ويزعمون تقديم خدمات مضمونة برسوم منخفضة مقارنة بالمكاتب القانونية.

2. تحصيل رسوم مقدمة: يطلبون مبالغ مالية مقدمة مقابل خدماتهم، ثم يختفون دون تقديم أي تقارير ضريبية.

3. تقديم تقارير مزورة: في بعض الحالات، يعبثون بالبيانات الضريبية لتوفير خصومات وهمية للزبائن، مما يعرّض الضحايا لمساءلة قانونية وغرامات ضخمة.

أسباب انتشار الظاهرة

1. قلة الوعي القانوني: يفتقر بعض المغتربين إلى معرفة كافية بالنظم الضريبية في الدول المضيفة، مما يجعلهم فريسة سهلة.

2. الثقة العمياء: يعمد البعض إلى التعامل مع أشخاص من نفس الخلفية الثقافية أو اللغوية بدافع الثقة، دون التحقق من مؤهلاتهم.

3. غياب الرقابة: ضعف الرقابة على ممارسي المهن الضريبية غير المرخصين في بعض المجتمعات المحلية يسهم في تفاقم المشكلة.

عواقب وخيمة على الضحايا

• مشاكل قانونية: يؤدي تقديم بيانات غير دقيقة إلى فرض غرامات باهظة أو ملاحقات قانونية ضد الضحايا.

• خسائر مالية: يخسر المتضررون أموالًا دفعوها مقدمًا دون الحصول على أي خدمة.

• ضرر نفسي ومعنوي: يشعر الضحايا بالاستغلال والخيانة من قبل أفراد من نفس الجالية.

كيفية الوقاية من النصب

• التحقق من التراخيص: يجب التأكد من أن الشخص أو المكتب يحمل ترخيصًا قانونيًا معتمدًا لمزاولة مهنة المحاسبة أو الاستشارات الضريبية.

• طلب مراجعات: من المهم طلب آراء العملاء السابقين حول الخدمة المقدمة.

• التعامل مع مكاتب موثوقة: يُفضل اللجوء إلى مكاتب ضريبية معروفة بدلاً من الأفراد غير الموثوقين.

• الاحتفاظ بوثائق: يجب دائمًا طلب نسخ من التقارير الضريبية والاحتفاظ بها كمرجع في حالة وقوع نزاع.

خاتمة

عمليات النصب الضريبي باتت تهدد أمان واستقرار أبناء الجاليات في المهجر، مما يستدعي اتخاذ خطوات جدية لحماية أنفسهم ومجتمعاتهم.

كما أن تعزيز الوعي، والتحقق من المؤهلات، والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة للشرطة وللجهات المختصة هي أولى الخطوات للتصدي لهذه الظاهرة المتفاقمة.