آخر الأخبار

إيران تستعد لمنح المحادثات مع واشنطن "فرصة حقيقية" وسط تصاعد التهديدات

أعلنت إيران، اليوم الجمعة، أنها ستتعامل بجدية مع المحادثات المرتقبة مع الولايات المتحدة والمقررة غداً السبت في سلطنة عمان، مؤكدة استعدادها لإعطاء الدبلوماسية "فرصة حقيقية"، وذلك في ظل تصاعد حدة التصريحات المتبادلة بين الجانبين، وتهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإمكانية توجيه ضربة عسكرية لطهران في حال فشل المفاوضات.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الإيرانية أن طهران تتوقع من واشنطن "تقدير قرارها الانخراط في الحوار"، رغم ما وصفته بـ"الدعاية العدائية المتواصلة". وكتب المتحدث باسم الوزارة إسماعيل بقائي على منصة "إكس": "نعتزم تقييم نوايا الطرف الآخر وجديته بوضوح وحرص كامل".

وتأتي هذه التصريحات وسط تزايد التوترات الإقليمية، بعد تنفيذ واشنطن ضربات جوية ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، رداً على استهدافها لممرات الملاحة في البحر الأحمر، في تحرك اعتبره مراقبون رسالة غير مباشرة لطهران.

من جانبه، قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت، في تصريحات من أبوظبي، إن بلاده مستعدة لتكثيف الضغوط الاقتصادية على إيران، بما في ذلك وقف صادراتها النفطية، ضمن مساعٍ للحد من تطلعات طهران النووية. وأضاف أن "قلق حلفاء الولايات المتحدة في الخليج من امتلاك إيران لسلاح نووي مشترك، وأن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً".

الدبلوماسية في الواجهة

وفي المقابل، شدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة التمسك بالحلول الدبلوماسية، مؤكداً أن أي تطور يدفع باتجاه تسوية سياسية يُعد خطوة في الاتجاه الصحيح. كما دعت ألمانيا، إحدى الدول الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، إلى استغلال المحادثات كفرصة للتوصل إلى "حل دبلوماسي" ينهي التوتر حول برنامج إيران النووي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية كريستيان فاغنر: "نراقب بقلق بالغ تصعيد إيران المستمر وتوسيعها لأنشطة تخصيب اليورانيوم، ونعتبر وجود قناة للحوار تطوراً إيجابياً".

وكانت إدارة الرئيس ترمب قد انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018، وفرضت عقوبات مشددة على إيران، التي ردت تدريجياً بالتخلي عن التزاماتها الأساسية.

تصعيد قبل الحوار

عشية انطلاق المحادثات، ارتفعت حدة الخطاب بين الجانبين، حيث حذر مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي شمخاني من أن طهران قد تطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتوقف تعاونها معها، في حال استمرت التهديدات الخارجية.

وأضاف شمخاني أن من بين الخيارات المطروحة أيضاً "نقل المواد النووية المخصبة إلى مواقع غير معلنة لأسباب أمنية".

وزارة الخارجية الأميركية ردت على هذه التصريحات بالتحذير من أن مثل هذه الخطوة ستكون "تصعيداً خطيراً وخطأ في الحسابات"، مؤكدة أن أي تهديد بطرد المفتشين يتعارض مع مزاعم طهران بأن برنامجها النووي سلمي.

وفي تصريحات جديدة، ألمح ترمب إلى أن العمل العسكري ضد إيران "أمر وارد تماماً" إذا لم تسفر المحادثات عن نتائج، مشيراً إلى أن إسرائيل قد تلعب دوراً محورياً في حال حدوث تدخل عسكري.

محادثات حاسمة

تُعقد المحادثات السبت في سلطنة عمان، ويُشارك فيها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وسط آمال دولية بتجنب مزيد من التصعيد والعودة إلى مسار دبلوماسي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.