في أيامه الأخيرة كرئيس للوزراء، سعى جاستن ترودو إلى تمرير إصلاحات واسعة النطاق في شرطة الخيالة الملكية الكندية (RCMP)، في محاولة لوضع أسس جديدة لتحسين أداء الجهاز الأمني وتعزيز ثقة المواطنين في عمله.

ووفقًا لتقرير نشرته شبكة CTV News، فقد كثف ترودو جهوده في الأيام الأخيرة لدعم خطة إصلاح شاملة تهدف إلى تعزيز الشفافية، مكافحة العنصرية المؤسسية، وتحسين استجابة الشرطة للأزمات المجتمعية. وتشمل الإصلاحات المقترحة إعادة هيكلة نظام التدريب، إدخال آليات رقابة مستقلة، وتعزيز التنوع داخل صفوف الشرطة.

وأكد ترودو في تصريحاته أن هذه الإصلاحات ضرورية لضمان أن تعمل شرطة الخيالة الملكية الكندية بشكل أكثر فاعلية وعدالة، خاصة في ضوء الانتقادات التي تعرضت لها المؤسسة بشأن تعاملها مع قضايا العنف المفرط والتمييز.

وقال ترودو: “لقد حان الوقت لإجراء إصلاحات عميقة في شرطة الخيالة الملكية الكندية، لضمان أن تعمل هذه المؤسسة الأمنية بطريقة تحظى بثقة جميع المواطنين وتلبي احتياجات المجتمعات الكندية المختلفة.”

من بين التغييرات المقترحة، تعزيز التدريب على التعامل مع الأزمات النفسية، وتحسين استجابة الشرطة في القضايا المتعلقة بالسكان الأصليين والأقليات. كما تشمل الخطة إنشاء هيئة إشراف مستقلة لمراقبة أداء الشرطة وضمان مساءلتها في حال وقوع تجاوزات.

ويرى مراقبون أن هذه الإصلاحات تأتي في إطار محاولة ترودو ترك بصمة سياسية واضحة في نهاية ولايته، خاصة مع تصاعد الضغوط على الحكومة بشأن سجلها في قضايا العدالة الاجتماعية.

ويأتي هذا التحرك في وقت يستعد فيه الحزب الليبرالي لمرحلة انتقالية تحت قيادة الزعيم الجديد مارك كارني، حيث من المتوقع أن تشكل الإصلاحات الأمنية جزءًا أساسيًا من استراتيجية الحزب لإعادة بناء الثقة مع الناخبين في الانتخابات المقبلة.