آخر الأخبار

مبروك للشعب السوري حريته وصناعة تاريخه من جديد!

إذا الشعب يومًا أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر، ولا بد لليل أن ينجلي، ولا بد للقيد أن ينكسر. هذه الكلمات الخالدة لأبي القاسم الشابي تعبر عن جوهر نضال الشعوب الساعية للحرية والكرامة.

واليوم، يقف الشعب السوري على أعتاب فصل جديد في تاريخه، حيث تتعالى الأصوات مطالبةً بحقه في تقرير مصيره وبناء دولته الديمقراطية المسالمة ، دولة العدل والمؤسسة وتحقيق العدالة، بعيدًا عن سنوات الظلم والاستبداد.

إن ما يحدث اليوم في سوريا ليس مجرد لحظة عابرة، بل هو تتويج لنضالات شعب صمد في وجه التحديات، ورفض الخضوع لقمع استمر لعقود.

لقد أثبت السوريون، برجالهم ونسائهم، كبارهم وصغارهم، أنهم قادرون على صنع التغيير وكتابة تاريخهم بأيديهم.

سقوط نظام استبدادي مثل نظام بشار الأسد يمثل خطوة كبيرة نحو بناء سوريا جديدة، قائمة على أسس الحرية والعدالة والمساواة.

هذه اللحظة التاريخية التي تم فيها فرار بشار الأسد وإسقاط تمثال والده حافظ الأسد تفتح الباب أمام مرحلة انتقالية يجب أن تقودها إرادة الشعب السوري، بعيدًا عن أي تدخل خارجي يهدف لتحقيق مصالح ضيقة.

إنها لحظة تستدعي الحكمة والعمل الجماعي لبناء وطن يحتضن جميع أبنائه دون تمييز.

ومع هذا الإنجاز، تأتي مسؤولية كبيرة. فالحرية ليست نهاية الطريق، بل هي بداية رحلة طويلة نحو بناء دولة عصرية ديمقراطية حديثة. يجب أن تكون الأولوية لإعادة الإعمار، وبناء المؤسسة والإنسان ، ليس فقط على مستوى البنية التحتية، بل أيضًا على مستوى النفوس التي أنهكتها الحرب، والمجتمع الذي يحتاج إلى جسر الفجوات وتعزيز الوحدة الوطنية.

مبروك للشعب السوري حريته وصناعة تاريخه من جديد! هذه الحرية هي شهادة على قوة الإرادة والصمود، ودليل على أن الظلم مهما طال، لا يمكن أن يستمر. ولتكن هذه اللحظة نقطة انطلاق نحو مستقبل مشرق يحمل الأمل والسلام لسوريا وشعبها.