مغفل واحمق هو من يعتقد أن الأمور الحياتية تسير عبثاً، وأن التسامح يتعاطى مع الحمقى والمجرمين وأن الأيام كفيلة بمداواة الجراح المقصودة والتي غالباً ما تكون غائرة في القلب فيكون وجعها وألمها دائم وغائر فيصبح هناك حق بالرد وصاحب الحق هو من يحدد كيف ومتى وأين يرد!.
الحق، هذه الكلمة التي تحمل في طياتها معاني العدل والكرامة والإنصاف، هي كلمة عظيمة ، ويظل الحق دائمًا حيًا في قلوب من يملكونه، مهما طال الزمن أو اشتدت المحن.
إن أصحاب الحق لا ينامون، لأن شعلة الحق التي يحملونها لا تنطفئ، بل تزداد اشتعالًا مع مرور الوقت، وتدفعهم للمطالبة به مهما كانت الظروف، ومهما حاول الآخرون دفنه أو طمسه.
الحق لا يسقط بالتقادم
ان الزمن لا يلغي الحق، بل يجعله أكثر صلابة وقوة. فالقضية التي تعتمد على العدل والإنصاف لا تفقد شرعيتها بتغير الأحوال أو مرور السنوات أي كان نوعه او تأثيراته وأهدافه.
لذلك نرى أنه من المفيد معرفة أن الحقوق، سواء كانت فردية أم جماعية، تبقى محصنة في الضمير الإنساني والوجدان الجمعي إلا المجرمين ان لم تنكأ جراحهم اليوم فستكون غائرة ومؤلمة وموجعة.
إن الشعوب التي تعرضت للظلم والاستعمار، على سبيل المثال، لم تتخلّ عن حقوقها رغم العقود الطويلة من الاحتلال والقمع، بل بقيت تناضل من أجلها حتى انتزعته. كما أن الأفراد الذين يتعرضون لإغتيال الشخصية لا يمكن أن يتجاهلوا عوامل الاستهداف حتى وإن طال الزمن سيبقى ذلك هو الحق المكفول لهم.
أصحاب الحق لا يهدأ لهم بال
إن من يمتلك حقًا يدرك أن الصمت والاستسلام ليسا خيارين، وأصحاب الحقوق هم جنود لا يعرفون الكلل، لا بل يسيرون في دربهم الطويل حاملين شعلة الأمل والعدالة. ان التاريخ مليء بأمثلة لأفراد وشعوب وقفوا أمام أعتى الطغاة والأنظمة الظالمة لاسترداد حقوقهم، لأنهم أدركوا أن التنازل يعني خيانة للكرامة وللأجيال القادمة.
الحق قوة لا تهزم
الحق ليس مجرد مطلب، بل هو قوة تهز أركان الباطل، لأنه يستمد شرعيته من القيم الإنسانية. هذه القوة تمنح أصحاب الحق صبرًا وإصرارًا لا يتزعزعان. وعلى مر الزمن، أثبتت التجارب أن الحقوق لا تموت، بل تبقى تنبض في ذاكرة أصحابها وأحفادهم حتى تتحقق.
التاريخ لا ينسى
قد يحاول البعض دفن الحقوق تحت ركام النسيان أو تزييف الحقائق، لكن التاريخ لا ينسى. الحقوق المسلوبة تظل شاهدًا على الظلم، والعدالة المؤجلة تبقى هدفًا ساميًا. من حق العودة للشعوب المهجرة إلى المطالبات بالإنصاف والحرية، يظل التاريخ حارسًا لهذه القضايا، يعيدها إلى السطح مهما حاول الآخرون طمسها.
ختامًا: الحق أمانة لا تضيع
الحق أمانة في أعناق من يملكونه، وأصحابه لا يهدأ لهم بال حتى ينالوه. وبين الناس، الحق هو أساس العدالة وسر التماسك الاجتماعي. لذلك، لا يسقط بالتقادم ولا يندثر مع تغير الظروف، بل يظل ثابتًا كالنجم الذي يهتدي به المظلومون لتحقيق العدالة وإعادة الحقوق لأصحابها.