تشهد كندا، التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة الكهرومائية لتلبية أكثر من 60% من احتياجاتها الكهربائية، تراجعًا كبيرًا في إنتاج هذه الطاقة بسبب الجفاف المطول الذي أثر على المقاطعات المنتجة الرئيسية، مثل كيبيك وكولومبيا البريطانية ومانيتوبا.
تراجع الإنتاج والصادرات
أدى انخفاض مستويات المياه في السدود الكهرومائية، مثل سد دانييل جونسون في كيبيك، إلى خفض صادرات كندا من الكهرباء إلى الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها منذ 14 عامًا. كما اضطرت البلاد، ولأول مرة منذ ثماني سنوات، إلى استيراد الكهرباء من الولايات المتحدة لثلاثة أشهر متتالية في بداية عام 2024.
هذا النقص أثر بشكل كبير على شركة إيدرو كيبيك، حيث انخفضت أرباحها بنسبة 30% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024. كما قللت الشركة من صادراتها للحفاظ على مخزونها وتلبية الطلب المحلي.
التغير المناخي والفيضانات المفاجئة
إلى جانب الجفاف، تواجه السدود تحديًا آخر يتمثل في الفيضانات المفاجئة، التي أصبحت أكثر شيوعًا نتيجة للتغير المناخي. وفقًا للخبراء، فإن الأمطار الغزيرة التي تشهدها كيبيك وأونتاريو في السنوات الأخيرة أصبحت شبيهة بالظواهر المناخية في المناطق الاستوائية، مما يزيد من الضغط على البنية التحتية للسدود.
تحديات البنية التحتية القديمة
أشار الباحثون إلى أن 40 إلى 50% من السدود الكندية يتجاوز عمرها 50 عامًا، ولم يتم تصميمها لتحمل “الظواهر المناخية المتطرفة”. ويؤكد رضا نجفي من جامعة ويسترن أن هناك فجوات كبيرة في الأطر الحالية لتصميم السدود وإدارتها.
خطط للتكيف مع التغير المناخي
تعمل شركات مثل “إيدرو كيبيك” على إعادة تقييم استراتيجياتها لتكون أكثر استعدادًا لمواجهة الجفاف أو الفيضانات. كما يجري الباحثون تطوير مبادئ توجيهية وطنية جديدة لتأخذ في الاعتبار التغيرات المناخية السريعة. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن تنفيذ هذه التغييرات قد لا يواكب سرعة التغيرات المناخية.
استنتاج
يعكس الوضع الحالي في كندا التحديات المتزايدة التي تواجهها دول تعتمد على الطاقة الكهرومائية وسط تفاقم آثار التغير المناخي. ويؤكد الخبراء على ضرورة تسريع الجهود لتحديث البنية التحتية وتكييفها مع هذه التغيرات لضمان استدامة مصادر الطاقة.