أخت كفاح بداية أود أن أرحب بك معنا في صحيفة عرب كندا وتحديداً في ركن " عين على الجالية " الذي نستضيف فيه شخصيات من الجالية العربية إستطاعت أن تندمج في الحياة والمجتمع الكندي زتسجل نجاجاً بالرغم من كل التحديات التي يواجهها المهاجري الجديد، وذلك من أجل أن نسلط الضوء على النماذج الناجحة والتعريف بتجاربها ليكونوا حافزاً لأبناء الجالية..
بداية نود أن نتعرف على الأخت كفاح العزة
انا إسمي كفاح العزة ، وخريجة كلية الأميرة عالية بالأردن، متزوجة وأم لولد وثلاثة بنات ، عملت مدرسة للرياضيات للمرحلة الإبتدائية في المدارس القطرية لمدة 22 عاماً ، وقضيت آخر خمس سنوات كمدرسة دعم للأطفال الذين يعانون من مشاكل كالشلل الدماغي أو التوحد أو الصعوبات الناجمة عن المشاكل العائلية ، حيث أن الاستراتيجيات التي يتعاملون بها مع هذه المشاكل في الوطن العربي هي استراتيجيات ضعيفة جداً وغير مجدية، وبذلك استطعت أن أساعد هؤلاء الأطفال ولمست النتيجة بعد فترة عندما كبروا وأصبحوا فاعلين في المجتمع.
إذاً ما هو الدافع الذي جعلك تقررين الهجرة الى كندا بالرغم من نجاحك في قطر؟
أنا مع إعطاء الأبناء الفرصة لدراسة ما يحبون، لي إبن وإبنة درسا طب، أما ابنتي الثانية كانت ميولها باتجاه آخر، كانت تقوم بعمل مناظرات في مؤتمرات ووصلت لمرحلة انها تمثل قطر حتى أصبحت من المحكمين، وهي التي كانت دافعي الحقيقي للهجرة لكندا لأنها قررت دراسة العلوم السياسية، ووجدت أن كندا هي المكان المناسب لدراسة هذا التخصص، عندما نجحت بالثانوية العامة، حيث قدمت اوراقها لجامعة كارلتون وتم قبولها ، ولذلك جئت معها أنا وابنتي الصغيرة لأكون بجانبها..
كيف وجدتي الحياة في كندا؟
في قطر كنت عضو في جمعية قطر للفنون التشكيلية، حيث كنت رسامة وشاركت في معارض رسم وكنت احب الطبيعة والبورترية والألوان الزيتية بشكل عام، وكان حلمي أن أتعرف على ثقافات جديدة ، جذبتني الطبيعة في كندا، وأنا بطبيعتي أميل لخوض المغامرات ولذلك لبيت الصوت الداخلي الذي كان يحفزني على المغامرة، ووكان يدفعني بأنه بإمكاني أن أفعل شيئاً، وكان ذلك بالنسبة لي تحدي خاصة وإنني جئت إلى كندا أنا وابنتاي فقط، حيث كانت أول مرة في حياتي أبتعد عن زوجي، خاصة واننا عائلة مترابطة، وحتى يتسنى لي الدراسة قمت بالتسجيل في مدرسة لغة للتعرف على الناس والمجتمع.
كنت دائماً أتساءل لماذا لا يكون عندنا استراتيجيات حديثة للتعامل مع الأطفال الذين يعانون من التوحد أو أطفال متلازمة داون كما في الغرب، ولماذا لا نتعامل معهم بطريقة تجعل منهم أشخاصاً منتجين وناجحين ولديهم ثقة في أنفسهم تجعلهم منتجين وناجحين ومندمجين في المجتمع؟ هذا كان حلم بالنسبة لي.
هل وجدت كندا هي المكان المناسب لتحقيق حلمك؟
نعم لقد منحتني كندا الفرصة لإكمال تعليمي في مجال علم النفس، ومن أجل الدراسة بالجامعة حيث قمت بدراسة الأيلتس ، كما التحقت بكلية ألجونكوين ، وحصلت بامتياز على شهادة في علم السلوك للأطفال المصابين بالتوحد.
هل واجهتك أي إحباطات أثناء ذلك؟
الإحباطات كانت من أولادي لأنهم كانوا خائفين أن أتعرض للإحباط فيما لو لم أنجح في تحقيق ما أريد، ولكن زوجي كان داعماً أساسياً بالنسبة لي وعلى كل الصعد، مادياً ومعنوياً وكان مؤمناً بأحلامي وقدراتي على تحقيقها.
برأيك مالذي ساعدك على تحقيق ذاتك؟
وجدت دعم أسري لا محدود وإيماني بنفسي وبأن لدي القدرة على تقديم الكثير دفعاني للتركيز على تحقيق أهدافي، خاصة وأن النظام في كندا يساعد الشخص الطموح على تحقيق أحلامه، وكنت أعاني من مشكلة سمعية ولكنهم ساعدوني ووقفوا بجانبي ودعموني.
تنقلت في عدة مجالات تعليمية كمدرسة رياضيات، ثم درستي علم النفس، ثم اتجهتي للعمل الخاص، حدثينا عن هذه التجربة.
هذا العمل الخاص قمنا بتأسيسه كاستثمار عائلي لتأمين الموارد المادية للعائلة ، وعندما أطمئن على سير العمل في هذا المشروع سأعود للعمل في مجال التعليم ومساعدة الأطفال.
كإمرأة عربية مسلمة، هل واجهتي أي صعوبات في تحقيق طموحك أو مشاكل في تعاملك مع الزبائن من مختلف الثقافات غير العربية؟
بالعكس وجدت كل احترام ويتعاملون معي بلباقة وسلاسة .
كثير من أبناء الجالية يشتكون من صعوبة الحياة وينعزلون عن المجتمع، ماذا تقولين لهم؟
أقول لهم استمعوا إلى صوتكم الداخلي، ثقوا بقدراتكم وحددوا أهدافكم ، بالتأكيد ستنجحون وتصلون لها، كندا بلد عظيم وستجدون فرصتكم فيها.
لماذا اخترت هذا الإسم Mama Kitchen لهذا المطعم ومن ثم تغير إلى الإسم الحالي K & W؟
حقيقة لدى الإسم الأول حكاية وكان ضمن شراكة مع أحد الأخوات ولكن االأن نحن غستقلينا بذاتنا وتم إختيار الإسم الجديد تقديراً لزوجي الذي دعمني كثيراً فاخترت أول حرف من اسمي واسم زوجي تقديراً لمساندته وجهده.
يتمتع مطعمكم بأكلات شهية بالإضافة إلى خبز الصاج الفلسطيني وهذه تعتبر مبادرة جديدة ولربما الوحدية في أوتاوا، بماذا تعدي أبناء الجالية؟
نعم نحن نعمل على تطوير ألكلاتنا بما يتناسب مع أذواق الزبائن ونستمع غلى أرائهم على الدوام ولذلك بالإضافة لما نقدمه من مأكولات ، سنقوم بتقديم سندويتشات الشاورما بخبز الصاج الذي سيتم خبزه أمام الزبائن وتقديمه طازجاً لهم.
ما رأيك في صحيفة عرب كندا؟ وماذا تقولين لأبناء الجالية من خلالها؟
في الحقيقة هي صحيفة متنوعة وفيها أفكار رائعة ومقالات مفيدة وإعلاناتها فيها طابع فني تصل الى العين بسهولة ، واضح أن وراء هذا العمل مجهود كبير يستحق الإحترام وتعب ومثابرة من أجل أن تكون بالشكل الذي هي عليه الآن.
ومن خلال منبر عرب كندا اتمنى لأبناء الجالية العربية دوام الصحة والعافية ، وأن يتأقلموا في بلدهم الجديد كندا ويدعمونا من خلال القدوم لمطعمنا لرؤية ما نقدمه ممن مأكولات بالتأكيد ستنال إعجابهم، وأنا على استعداد لتقديم أي دعم معنوي وإجابة أي استفسار أو سؤال، فنحن يجب أن نستفيد من تجارب بعضنا البعض وندعم بعضنا البعض وأهلا وسهلا بهم على الدوام.