بينما يسود شعور بالارتياح لاحتمال عودة الرهائن إلى ديارهم ووضع حد لإراقة الدماء والدمار في غزة، تثار العديد من التساؤلات حول سبب تأخر توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والذي يتم التفاوض عليه بمساعدة قطر، إلى هذه اللحظة ولم يتم قبل ثمانية أشهر.
جهود الوساطة القطرية
تعمل قطر كوسيط رئيسي بين الجانبين منذ شهور، مستخدمة نفوذها الدبلوماسي والعلاقات مع حماس لتسهيل التفاوض. تشير التقارير إلى أن قطر لعبت دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر، حيث تم وضع إطار اتفاق يركز على وقف القتال، تبادل الأسرى، وفتح ممرات إنسانية لتخفيف معاناة المدنيين.
أسباب التأخير في التوصل لاتفاق
1. تعقيد الشروط المتبادلة:
• تصر إسرائيل على ضمانات أمنية لمنع إعادة تسليح حماس واستخدام غزة كمنصة لهجمات مستقبلية.
• من جانبها، تطالب حماس برفع الحصار عن غزة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
2. التصعيد الميداني:
• خلال الأشهر الماضية، كان هناك تصعيد مستمر في العمليات العسكرية، ما أدى إلى صعوبة التوصل لاتفاق وسط بيئة مليئة بالتوتر والدمار.
3. غياب الثقة بين الأطراف:
• لم تكن هناك ثقة كافية بين الطرفين للالتزام بشروط أي اتفاق محتمل، مما جعل عملية الوساطة معقدة وطويلة.
4. الضغوط السياسية الداخلية:
• كلا الطرفين يواجه ضغوطاً داخلية، حيث تتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغط من الأطراف اليمينية التي ترفض أي تنازلات.
• حماس بدورها تواجه ضغوطاً من الفصائل الأخرى ومن الشعب الفلسطيني للتوصل لاتفاق يخفف من معاناة غزة.
التكلفة الإنسانية والتساؤلات حول التوقيت
خلال الأشهر الماضية، تكبدت غزة خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية، ما يجعل العديد من المراقبين يتساءلون:
• لماذا لم يتم التوصل لهذا الاتفاق قبل أن تُزهق أرواح الآلاف ويتم تدمير المنازل والمرافق العامة؟
• هل كان بالإمكان إنقاذ المزيد من الأرواح لو حدثت هذه المفاوضات بجدية أكبر قبل ثمانية أشهر؟
التطلع للمستقبل
مع التفاؤل الحذر بشأن وقف إطلاق النار، يبقى السؤال الأهم هو: هل سيكون الاتفاق الجديد نقطة تحول نحو سلام دائم؟ أم أنه مجرد وقف مؤقت للأعمال العدائية؟
الوقت فقط سيكشف الإجابة، لكن في الوقت الحالي، يبقى الأمل معقوداً على أن يكون هذا الاتفاق خطوة أولى نحو إنهاء المعاناة في غزة وتحقيق حل شامل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.