أكد مصدر ميداني من قطاع غزة لـ”عربي21” أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت تفكيك وإزالة السواتر الأسمنتية التي أقامتها شمال محور نتساريم خلال الحرب الجارية، في خطوة تهدف إلى إعادة فتح الطرق الرئيسية في المنطقة.
وأضاف المصدر أن الاحتلال سمح لجرافات ومعدات تابعة لوزارة الأشغال الفلسطينية بالعمل جنوب حي الزيتون، حيث يتم رفع السواتر الأسمنتية الضخمة التي أقامها الاحتلال لعزل المنطقة عقب الاجتياح الأخير.
كما قامت الجرافات الفلسطينية بردم حفرة كبيرة في شارع صلاح الدين، وهو الطريق الرئيسي الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه. وكانت الحفرة تمثل عائقاً كبيراً أمام حركة الشاحنات والسيارات، مما يعيد الأمل بتحسين الحركة والتنقل بين أجزاء القطاع.
يُشار إلى أن هذه التحركات تأتي وسط جهود لإعادة تأهيل البنية التحتية التي تضررت بشدة خلال التصعيد الأخير.
معلومات عن "محور نتساريم"
هدف الاحتلال الإسرائيلي إلى فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه أثناء عدوانه على القطاع فأنشـأ طريقا يفصل وسط غزة عن منطقة الجنوب، يمتد من الحدود الشرقية حتى السواحل الغربية، وجرف مساحات واسعة في محيط ممر "نتساريم" وصلت إلى عمق 3 كيلومترات على جانبه الشمالي والجنوبي، ولاحقا جرى توسعته إلى نحو 7 كيلومترات، لتشكيل نقطة ارتكاز لجيشه.
وفي شباط/ فبراير الماضي، سلطت وسائل إعلام عبرية الضوء على "الممر العسكري" والذي أطلق عليه "طريق 749"، وظهر في التقارير العبرية أنه كان مخططا له منذ بداية العملية البرية على القطاع.
وتحدث جيش الاحتلال عن أهمية المحور، وقال إنه "يمثل حماية للمنطقة ويمنع مرور الفلسطينيين إلى شمال غزة".
ودمر جيش الاحتلال خلال العملية العسكرية المستمرة في قطاع غزة الآلاف من المنازل والجامعات الفلسطينية الواقعة في منطقة "نتساريم"، ومنها تفجير جامعة "الإسراء" لقربها الشديد من المحور.
وأصبح هذا الطريق مكونا من ثلاثة مسارات عرضية، الأول لعبور الآليات المجنزرة، والثاني للعربات والجيبات بالعجلات المطاطية، أما الثالث فقد بنيت عليه مواقع لمبيت الجنود الإسرائيليين وتخزين الأسلحة، والتحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين.
وفي إطار تأمين نقطة الارتكاز على هذا الممر أحاطه الجيش الإسرائيلي بسواتر أسمنتية ضخمة وأخرى ترابية مرتفعة، والعديد من أجهزة الرصد المتطورة، وأبراج للمراقبة، إضافة لتحليق طيران استطلاعي على مدار الساعة، وتمشيط مدفعي وناري في ساعات الصباح والمساء وما بينهما.