أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن كندا مستعدة لاتخاذ خطوات مضادة، بما في ذلك فرض رسوم جمركية، في حال أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حرباً تجارية جديدة مع بلاده.
وفي تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي، قال ترودو:
“كندا لن تتردد في حماية مصالحها ومصالح شعبها. إذا قررت الولايات المتحدة تصعيد التوترات التجارية وفرض رسوم جمركية علينا، سنرد برسوم مضادة تعكس هذا الإجراء”.
مخاوف من عودة سياسات ترامب التجارية
تأتي هذه التصريحات في وقت يتصاعد فيه الحديث عن احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض وتأثير ذلك على السياسة التجارية بين البلدين. ترامب، الذي تبنى سياسات “أمريكا أولاً”، كان قد فرض خلال فترة ولايته الأولى رسومًا جمركية على الصلب والألمنيوم الكندي، مما أدى إلى توترات كبيرة بين واشنطن وأوتاوا.
التزام كندا بالتعاون الدولي
أكد ترودو أن بلاده ستواصل دعم النظام التجاري الدولي القائم على القواعد وستعمل مع شركائها الدوليين لضمان استقرار الاقتصاد العالمي.
وقال: “نحن ملتزمون بحماية العمال والصناعات الكندية، وسنعمل مع حلفائنا لضمان أن التجارة تظل عادلة ومتبادلة”.
رسالة واضحة للولايات المتحدة
تعتبر هذه التصريحات بمثابة رسالة واضحة من الحكومة الكندية للولايات المتحدة بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تم استهداف مصالحها التجارية مجددًا، مؤكدة استعدادها لاتخاذ إجراءات حازمة لحماية اقتصادها.
ترودو: الحديث عن أن كندا “الولاية 51” يهدف لصرف الانتباه عن تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية
هذا وقد أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن الحديث عن إمكانية أن تصبح كندا “الولاية 51” للولايات المتحدة ما هو إلا محاولة لصرف الانتباه عن تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات من كندا والمكسيك بنسبة 25%.
وفي مقابلة بثتها قناة MSNBC يوم الأحد، صرح ترودو أن كندا مستعدة للرد بفرض رسوم جمركية انتقامية إذا نفذ ترامب تهديداته عند توليه منصبه الأسبوع المقبل.
وقال ترودو:
“الحديث عن كندا كولاية 51 ليس سوى مزحة لا يمكن أخذها على محمل الجد. الكنديون فخورون جداً بكونهم كنديين، وهذه الفكرة مرفوضة تماماً”.
ترامب وسياساته الاقتصادية
خلال تصريحاته، أشار ترودو إلى أن تركيز النقاش ينبغي أن يكون على تأثير فرض رسوم جمركية على الصلب والألمنيوم الكندي وعلى قطاعات الطاقة مثل النفط والغاز والكهرباء، بدلاً من الحديث عن خطابات ترامب المثيرة.
كما ذكر أن التعامل مع ترامب خلال فترة رئاسته السابقة كان “صعباً” بسبب أسلوبه التفاوضي، لكنه أكد أنهما تمكنا من التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة بين كندا والولايات المتحدة تحقق الفائدة للطرفين.
ردود الفعل الكندية
وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي صرحت أن كندا يجب أن تكون مستعدة للتهديدات الاقتصادية، مضيفة:
“عندما يقول ترامب شيئًا، فإنه غالباً ما ينفذه. علينا أن نظهر جبهة موحدة ونضع كندا أولاً”.
وأوضحت جولي أن الحكومة الكندية تعمل على استراتيجية للتعامل مع الإدارة الأمريكية القادمة، تشمل تطوير خطط للحدود والتعاون العسكري وقضايا الطاقة، مع إعداد خطة انتقامية جاهزة للتنفيذ إذا لزم الأمر.
تعليقات القادة السياسيين
رئيس الوزراء السابق جان كريتيان استغل عيد ميلاده الـ91 لإرسال رسالة إلى ترامب قائلاً:
“الكنديون يعتزون باستقلالهم. نحن نبني أمة مليئة بالتسامح والتفاهم، ولدينا العزم والقوة لمواجهة التحديات”.
دعوات للتعاون
من جانبها، التقت دانييل سميث، رئيسة وزراء مقاطعة ألبرتا، مع ترامب في مقر إقامته في مارالاغو، حيث ناقشت معه أهمية العلاقة الاقتصادية بين كندا والولايات المتحدة، وخاصة في قطاع الطاقة.
وأكدت سميث أنها ستواصل الحوار البناء مع الإدارة الأمريكية الجديدة لضمان حماية مصالح ألبرتا وكندا.
كندا مستعدة للمواجهة
وسط التوترات المتزايدة، تعهد ترودو وحكومته بحماية مصالح كندا وحقوق شعبها، مع التأكيد على أهمية العلاقات الثنائية القائمة على الاحترام المتبادل.