في هذه الحياة المليئة بالتحديات والمحن، تتقاطع طرقنا مع العديد من الأشخاص، وكل شخص له تأثيره الخاص على مسار حياتنا. بعضهم يقف إلى جانبنا في الأوقات العصيبة، وآخرون يتراجعون في لحظات الحاجة.
وبينما يعكس بعض الأشخاص قوتنا وإصرارنا، يختار آخرون إظهار الضعف والهروب من المسؤوليات.
وعليه كثيرون هم يتساءلون لماذا وكيف يحصل هذا ، وهنا علينا معرفة، أن اختيار الصديق هو أحد أبرز القرارات التي تؤثر في حياتنا، ويجب أن نتأنى في هذا الاختيار فليس كل صديق حبيب وفي وليس كل حبيب صديق مناسب!..
نعم الصداقة مع أسد فيها أمان!
عندما تقول “إذا صادقت صادق أسد”، فإنك تتحدث عن الصداقات التي تبنى على الصدق والشجاعة والإقدام. حيث أن الأسد في هذا السياق ليس مجرد حيوان مفترس، بل هو رمز للقوة والعزيمة والقدرة والإرادة على مواجهة التحديات دون تردد.
الصداقة مع أسد تعني أن تكون إلى جانب شخص يتحلى بالقوة، الصراحة، والثبات على المبادئ. ليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي تصادقه هو الأقوى ماديًا أو اجتماعيًا، بل الذي يملك الشجاعة الداخلية للوقوف في وجه الصعاب.
الصديق الذي يشبه الأسد هو من يخاف عليك ويرفعك إلى الأعلى، ويعينك في أوقات المحن، ويشاركك أحلامك وأهدافك دون أن يخشى من النجاح أو التحدي. هو الشخص الذي يواجه الصعاب بقلب شجاع، ويمنحك القوة لتكون أفضل نسخة من نفسك.
نعم ، لا تصادق جبان!
أما إذا اخترت “أن تصادق جبان”، فإنك قد تختار رفقة ضعيفة وسلبية وتخلق انتكاسة حياتية ، رفقة لا تملك الجرأة في اتخاذ القرارات أو مواجهة الظروف. الجبان ليس بالضرورة أن يكون ضعيف الجسد، بل هو الشخص الذي يفتقر إلى الشجاعة الداخلية. هو الذي يبتعد عن المواجهة، يخشى من الفشل أو الانتقاد، وينظر إلى الحياة بعين الخوف والضعف. جبان في تفكيره، جبان في مواقفه، جبان في التحديات التي يواجهها ، جبان في مساندة قضيته وعقيدته وهويته وثقافته!.
المشكلة مع الجبان ليست في كونه ضعيفًا جسديًا، بل في أن ضعف شخصيته يمكن أن يؤثر سلبًا على محيطه وعلى كل مجتمعه.
الصداقات مع الأشخاص الضعفاء تعني أنك قد تجد نفسك عالقًا في دائرة من الهروب من المشاكل، وعدم القدرة على التحرك إلى الأمام. ستجد نفسك مضطراً دومًا لأن تكون البطل، بينما يختار الجبان البقاء في الظل ليركب ظهرك ويستغل ويقطف ثمار جهودك.
في النهاية،
الصداقة هي اختيارنا الذي يحدد الكثير من ملامح شخصيتنا وحياتنا. إذا كنت ترغب في أن تكون قويًا، طموحًا، وقادرًا على مواجهة التحديات، عليك أن تختار أصدقاءك بعناية. اصطحب معك من يمتلك الشجاعة الداخلية، من يكون مثل الأسد في تحمله وصبره وقوته. لا تقبل برفقة من يفر من الصعاب أو يتجنب المسؤولية. الصداقات التي تبنيها اليوم ستحدد مسارك غدًا. إذا صادقت صادق أسد، لا تصادق جبان!