لقي 11 شخصًا على الأقل مصرعهم إثر الإعصار المدمر “شيدو” الذي ضرب جزيرة مايوت، الإقليم الفرنسي في المحيط الهندي، مسببًا أضرارًا جسيمة. وأعربت وزارة الداخلية الفرنسية عن مخاوفها من ارتفاع حصيلة القتلى مع استمرار جهود الإنقاذ.
تأثير الإعصار على مايوت
ضرب الإعصار “شيدو”، المصنف من الفئة الرابعة، مايوت برياح تجاوزت سرعتها 220 كيلومترًا في الساعة، ليصبح الأسوأ الذي يضرب الجزيرة منذ 90 عامًا. أسفر الإعصار عن دمار شامل، حيث دُمرت أحياء بأكملها، وأُغرقت القوارب، واقتلعت الأشجار. كما تضررت البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفى الرئيسي والمطار.
وأفادت مستشفى محلية بإصابة 246 شخصًا، بينهم 9 في حالة حرجة. وأرسلت الحكومة الفرنسية أكثر من 1600 عنصر من الشرطة والدرك، بالإضافة إلى 240 من فرق الإنقاذ والإطفاء، للمساعدة في جهود الإغاثة ومنع أعمال النهب. كما يتم إيصال الإمدادات عبر الطائرات والسفن العسكرية.
وصف رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو الوضع بأنه خطير للغاية، مشيرًا إلى أن السكان في الأحياء الفقيرة، الذين يعيشون في منازل غير آمنة، واجهوا مخاطر شديدة. وأكد الرئيس إيمانويل ماكرون متابعته الدقيقة للأزمة.
مسار الإعصار وخطره على إفريقيا
بعد تدمير مايوت، وصل الإعصار “شيدو” إلى شمال موزمبيق صباح الأحد، حيث يواجه أكثر من 2.5 مليون شخص خطر التأثر في مقاطعتي كابو ديلغادو ونامبولا. وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن الإعصار ألحق أضرارًا جسيمة بالمنازل والمدارس والمرافق الصحية في كابو ديلغادو.
وأكدت اليونيسيف الحاجة الماسة للدعم لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية في المناطق المتضررة. وأشار المتحدث باسم المنظمة، غاي تايلور، إلى أن المجتمعات قد تُعزل عن الخدمات الحيوية لأسابيع بسبب الدمار.
كما تستعد ملاوي وزيمبابوي، الجارتان، لمواجهة الفيضانات والانهيارات الأرضية المحتملة مع استمرار تأثير الإعصار.
سياق تاريخي ومخاوف من تغير المناخ
تأتي هذه الكارثة خلال موسم الأعاصير في جنوب شرق المحيط الهندي، الذي يمتد من ديسمبر إلى مارس. وشهدت المنطقة في السنوات الأخيرة سلسلة من الأعاصير المدمرة، أبرزها إعصار “إيداي” في عام 2019، الذي أودى بحياة أكثر من 1300 شخص، وإعصار “فريدي” العام الماضي، الذي خلف أكثر من 1000 قتيل.
ويحذر الخبراء من أن تغير المناخ يزيد من حدة الأعاصير وقوتها. وتتسبب هذه العواصف في مخاطر فورية مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية، إلى جانب تفاقم الأمراض المميتة كالكوليرا وحمى الضنك والملاريا بسبب تجمع المياه الراكدة.
وتواجه الدول الفقيرة في جنوب إفريقيا، التي تساهم بشكل ضئيل في الانبعاثات العالمية، تحديات إنسانية هائلة بسبب هذه الكوارث، مما يبرز دعواتها للحصول على دعم أكبر من الدول الغنية لمواجهة آثار تغير المناخ.
استجابة دولية
مع استمرار الإعصار “شيدو” في مساره المدمر، تسعى المنظمات الدولية والحكومات إلى تكثيف جهود الإغاثة. وقدّم البابا فرنسيس صلواته لضحايا الإعصار خلال زيارته لجزيرة كورسيكا، فيما تعمل وكالات الإغاثة على تقديم المساعدات العاجلة والطويلة الأمد للمنكوبين.
يُعد الدمار الذي خلفه الإعصار “شيدو” تذكيرًا مؤلمًا بضعف المناطق الفقيرة أمام الكوارث المناخية، وضرورة التضامن العالمي لمواجهة التحديات الناجمة عن تغير المناخ