إضراب “كندا بوست” من المتوقع أن يستمر، حيث صرح وزير العمل الكندي ستيفن ماكينون بأن الأطراف لا تزال “بعيدة للغاية عن القضايا الرئيسية” للتوصل إلى اتفاق. يعكس هذا التصريح استمرار التوترات بين “كندا بوست” واتحاد العمال البريديين الكندي (CUPW) وسط خلافات حول الأجور، المزايا، والأمان الوظيفي.
إضراب “كندا بوست” الذي بدأ في 15 نوفمبر 2024 تسبب في تعطيل كبير لعمليات تسليم البريد والطرود في جميع أنحاء البلاد. يشارك في الإضراب أكثر من 55,000 عامل يمثلهم اتحاد العمال البريديين الكندي (CUPW)، بعد عام من المفاوضات التي لم تصل إلى اتفاق مع إدارة كندا بوست.
الاتحاد يطالب شركة كندا بوست بتوظيف المزيد من الموظفين بدوام كامل، بحجة أن الشركة زادت من عدد ساعات العمل المؤقتة في معظم مواقعها بشكل ملحوظ، على الرغم من المشاكل المتعلقة بالاحتفاظ بالموظفين والتكاليف المرتبطة بالتدريب أثناء فترة التفاوض.
رد الشركة:
في تحديث أرسلته كندا بوست عبر البريد الإلكتروني إلى وسائل الإعلام، أكدت أنها تحافظ على قوة عاملة قوية بدوام كامل، على الرغم من التحديات المتمثلة في انخفاض الإيرادات والمنافسة الشديدة في السوق.
وأشارت إلى أن حوالي 95% من فرق التسليم تعمل بدوام كامل، مما يعكس التزامها بتقديم خدمات موثوقة على الرغم من الظروف الصعبة .
يظل هذا الموضوع محوراً رئيسياً في المفاوضات بين الطرفين، حيث يرى الاتحاد أن التوسع في العمل بدوام كامل هو الحل لتقديم خدمات أفضل، بينما تؤكد كندا بوست أنها تحتاج إلى المرونة للتعامل مع الضغوط المالية والتنافسية.
أبرز النقاط الخلافية:
1. الأجور: يطالب الاتحاد بزيادة إجمالية بنسبة 24% على مدى أربع سنوات، بينما عرضت كندا بوست زيادة بنسبة 11.5% فقط.
2. العمل في عطلات نهاية الأسبوع: يرفض الاتحاد استخدام عمال بدوام جزئي لتوصيل الطرود خلال عطلات نهاية الأسبوع، متهماً الإدارة بتحويل الوظائف إلى نموذج “اقتصاد الوظائف المؤقتة”.
3. الأمان الوظيفي والمزايا: يسعى العمال للحصول على ظروف عمل محسنة، وزيادة أيام الإجازات المرضية المدفوعة، وتأمين المزايا الوظيفية.
من جانبها، تواجه كندا بوست أزمة مالية كبيرة، حيث خسرت أكثر من 3 مليارات دولار منذ 2018، وتعاني من تراجع حصتها في سوق الطرود أمام شركات كبرى مثل أمازون. وتؤكد الإدارة أنها تحتاج إلى المرونة لتقديم خدمات تنافسية، خاصة في توصيل الطرود .
حتى الآن، لم تحقق جهود الوساطة أي تقدم كبير، ويظل الطرفان على خلاف بشأن القضايا الأساسية. ومع اقتراب موسم الأعياد، فإن الإضراب يؤثر بشكل ملحوظ على تسليم الطرود والبضائع .
خلال المفاوضات الجارية، أكدت شركة كندا بوست أنها قدمت مقترحات تفصيلية تهدف إلى تحديث نموذجها القديم القائم على تسليم البريد، لجعله أكثر مرونة. وذكرت الشركة أن هذه التغييرات ضرورية لتحسين قدرتها على المنافسة في سوق الطرود، وتقديم خدمات أفضل للكنديين، وزيادة الإيرادات التي تشتد الحاجة إليها.
الخسائر:
• تقدر كندا بوست خسائرها بأكثر من 3 مليارات دولار منذ عام 2018.
• بلغت خسائرها قبل احتساب الضرائب 315 مليون دولار في الربع الثالث من عام 2024 فقط.
تأثير الإضراب:
• منذ بداية الإضراب في 15 نوفمبر 2024، أشارت كندا بوست إلى أنها سلمت حوالي 10 ملايين طرد أقل مقارنة بالبيانات المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي .
هذه التطورات تسلط الضوء على التحديات التي تواجه الشركة في ظل إضراب العمال والنقص المستمر في الإيرادات.