قراءة حول الموقف الكندي من انتخاب دونالد ترامب

الموقف الكندي من دونالد ترامب يمكن تلخيصه من خلال مجموعة من السياسات والتصريحات التي ظهرت خلال فترة رئاسته السابقة وبعدها. هنا ملخص حول الموقف الكندي تجاه ترامب وتأثيره على العلاقات بين البلدين:

1. العلاقات الثنائية والتجارة:

• العلاقات بين كندا والولايات المتحدة شهدت بعض التوترات خلال فترة رئاسة ترامب، خاصة فيما يتعلق باتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (NAFTA). ترامب كان قد وصف الاتفاقية بأنها “كارثة” للولايات المتحدة وهدد بالانسحاب منها ما لم يتم تعديلها. هذا الأمر أدى إلى مفاوضات جديدة انتهت بتوقيع اتفاقية جديدة تُعرف باسم اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، والتي جاءت ببعض التعديلات التي رضيت بها كندا لتجنب انهيار الاتفاقية.

2. السياسة الخارجية والمواقف العالمية:

• كندا تحت قيادة رئيس الوزراء جاستن ترودو كانت غالبًا على خلاف مع سياسات ترامب الخارجية. فعلى سبيل المثال، عندما انسحب ترامب من اتفاق باريس للمناخ، أعربت كندا عن خيبة أملها وشددت على التزامها بالتعاون الدولي لمكافحة التغير المناخي.

• كندا دعمت التعددية الدولية واتفاقيات التعاون العالمي، بينما تبنى ترامب نهجًا أكثر قومية تحت شعار "أمريكا أولاً".

3. التوترات السياسية:

• كانت هناك لحظات من التوتر الشخصي بين ترامب وترودو. في إحدى المرات، وصف ترامب ترودو بأنه "غير أمين للغاية" خلال قمة مجموعة السبع في كندا عام 2018، وذلك بعد أن أدلى ترودو بتصريحات عن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصلب والألمنيوم.

• لاحقًا، ظهرت بعض التصريحات الساخرة من ترودو وقادة آخرين في قمة الناتو بخصوص مؤتمرات ترامب الصحفية الطويلة، مما أثار انتقادات ترامب وأدى إلى مغادرته القمة مبكرًا.

4. حقوق الإنسان والهجرة:

• كندا انتقدت سياسات ترامب المتعلقة بالهجرة، وخاصة قرار منع دخول مواطني دول إسلامية معينة إلى الولايات المتحدة. على النقيض من ذلك، رحبت كندا باللاجئين والمهاجرين من جميع أنحاء العالم وعززت صورة البلاد كمجتمع منفتح ومتعدد الثقافات.

5. الموقف بعد الرئاسة:

• بعد نهاية فترة ترامب، استمرت كندا في مراقبة الوضع السياسي الأمريكي وتأثير سياسات ترامب على المجتمع الأمريكي والتحالفات الدولية. وقد حافظت كندا على موقف حذر، حيث كانت تتابع التحركات السياسية المتعلقة بإمكانية عودته للترشح للرئاسة وتأثير ذلك على القضايا الاقتصادية والجيوسياسية.

هذا وفي موقف سابق وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب  رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأنه "بوجهين"، بعد انتشار فيديو يظهر قادة وهم "يتهكمون" على ترامب من دون أن يدركوا أن ثمة من كان يصورهم. 

بشكل عام، اتسم الموقف الكندي تجاه ترامب بتوازن بين محاولة الحفاظ على علاقات ودية مع أقوى جار لها، والتمسك بمبادئها وقيمها في السياسة الخارجية والتعاون الدولي.