تحذيرات أمريكية من رد فعل خليجي على تقبل ترامب لدعوات إسرائيلية لضم الضفة الغربية

سأحرص على عرض النص أمامك بشكل مباشر هنا:

كشفت مصادر لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن مسؤولين في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد حذروا الوزراء الإسرائيليين من افتراض أن الرئيس المنتخب سيدعم بشكل مؤكد ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية إذا عاد إلى السلطة في الانتخابات المقبلة. ورغم أن بعض مستشاري ترامب السابقين لم يستبعدوا هذه الإمكانية، إلا أنهم أكدوا على ضرورة عدم التعامل مع هذه الفرضية كأمر حتمي.

وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن مستشاري ترامب شددوا في اجتماعاتهم الأخيرة مع عدد من الوزراء الإسرائيليين على أن أي خطوة باتجاه ضم الضفة الغربية ستواجه رد فعل عنيف من حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، مثل السعودية والإمارات. ويعتمد ترامب على هؤلاء الحلفاء في دعم أهداف سياسته الخارجية الرئيسية، بما في ذلك مواجهة التهديدات الإيرانية، والتنافس مع الصين، والسعي للتوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأضاف مسؤول آخر أن أحد مساعدي ترامب السابقين قد أبلغ وزيراً إسرائيلياً بأن إدارة ترامب الثانية لن تدعم ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية “بمعزل عن أي سياق”، كما كانت الحال في عام 2020. ففي تلك الفترة، وبعد رفض السلطة الفلسطينية لمبادرة “السلام من أجل الازدهار” التي قدمتها إدارة ترامب، تم التخطيط لعملية ضم جزئي للضفة الغربية بالتنسيق مع إسرائيل. إلا أن هذا المشروع تم تأجيله بعد أن وافقت الإمارات على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فيما عُرف باتفاقيات إبراهيم.

ومن المتوقع أن ينتهي الالتزام الأمريكي الذي تعهدت به لإسرائيل في عدم المضي قدماً في خطوة الضم بنهاية عام 2024. ومع ذلك، أشار أحد المسؤولين السابقين في إدارة ترامب إلى أنه لا يُتوقع حدوث تغييرات كبيرة في شروط الدعم الأمريكي لأي خطوة إسرائيلية تتعلق بتطبيق السيادة على المستوطنات.

وقال هذا المسؤول: “إذا تم اتخاذ خطوة الضم، فيجب أن تكون جزءاً من عملية شاملة”.

تأتي هذه التحذيرات في الوقت الذي صرّح فيه وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بأن عام 2025 سيكون “عام السيادة” في الضفة الغربية، بفضل عودة ترامب المحتملة إلى الرئاسة. كما أشار وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الأسبوع الماضي إلى أن “هذا هو وقت السيادة”.

وفي السياق ذاته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن تعيين يحيئيل ليتر، وهو زعيم استيطاني سابق ومعروف بدعمه لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية ومعارضته لإقامة دولة فلسطينية، سفيراً جديداً لإسرائيل لدى الولايات المتحدة.

تسلط هذه التطورات الضوء على التحديات الجيوسياسية التي ستواجهها الولايات المتحدة في حال دعمت مثل هذه الخطوات، نظراً لحساسية العلاقات مع حلفائها في الخليج وأهمية الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.