آخر الأخبار

ترقب لقرارات بنك كندا حول سعر الفائدة …. فما هي السيناريوهات؟

تنتظر الأسواق المالية صدور قرارات بنك كندا اليوم الأربعاء، وخاصة مع توقعات خفض الفائدة الكندية بقوة هذا الاجتماع، وهذا سيكون له قد يكون له تأثير قوي على تحركات مختلف العملات وبخاصة الدولار الكندي وأزواجه.

وفيما يلي نظرة على ما ينتظر صدوره من قرارات بنك كندا:

أولا: نظرة على البيانات الاقتصادية المؤثرة على قرارات بنك كندا:

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية في كندا والتي سيكون لها تأثير قوي على قرارات البنك المرتقبة، وفي هذا السياق، أصدر مكتب الإحصاء في كندا، بيانات سوق العمل في البلاد، والتي جاءت إيجابية للغاية وأفضل من توقعات الأسواق.

فوفقا للبيانات، أضاف اقتصاد كندا نحو 46.7 ألف وظيفة في سبتمبر، وهو ما جاء أفضل من التوقعات التي أشارت إلى إضافة الاقتصاد الكندي نحو 29.8 ألف وظيفة. وفي نفس الوقت، انخفض معدل البطالة في كندا إلى 6.5%، وهو ما أفضل من توقعات الأسواق التي كانت قد رجحت ارتفاع معدل البطالة داخل كندا إلى 6.7%.

وأيضا، أصدر مكتب الإحصاء الكندي بيانات التضخم لشهر سبتمبر، والتي جاءت مخيبة للآمال وسلبية مقارنة بتوقعات الأسواق، حيث أظهرت البيانات انكماش التضخم بنسبة 0.4% على أساس شهري، وهو أكبر من التوقعات التي أشارت إلى انكماش بنسبة 0.2%. وكانت القراءة السابقة لشهر أغسطس قد سجلت انكماشًا بنسبة 0.2%. بينما على أساس سنوي، فقد أظهرت البيانات تباطؤ نمو مؤشر أسعار المستهلكين إلى 1.6% في أغسطس الماضي، وهو ما جاء أيضاً أقل من توقعات الأسواق التي رجحت تباطؤ نمو مؤشر أسعار المستهلكين إلى 2.0% فقط.

وكذلك، أوضحت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الكندي إيجابية بيانات مبيعات التجزئة بالبلاد لشهر أغسطس الماضي، حيث سجلت مبيعات التجزئة في كندا نمواً بنسبة 0.9% على أساس شهري، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي رجحت نموها بنحو 0.5%. وأيضا، سجل مؤشر مبيعات التجزئة الأساسية - مع استثناء مبيعات السيارات - نمواً بنسبة 0.4% خلال أغسطس، وهو ما جاء أفضل من توقعات الأسواق والتي أشارت إلى نموها بنسبة 0.2%.

وفي ضوء إيجابية بيانات سوق العمل الكندي، جنبا إلى جنب مع بيانات مبيعات التجزئة، وعلى الجانب الاَخر، ضعف بيانات التضخم خلال سبتمبر الماضي، فإن بنك كندا لن يتردد في خفض الفائدة، ولكن وتيرة خفض الفائدة هي التي ستراقبها الأسواق وخاصة وأنها ستنعكس على تحركات العملات.

ثانيا: توقعات بعض البنوك الكبرى لقرارات بنك كندا:

تشير أغلب التوقعات إلى أن بنك كندا سوف يخفض الفائدة خلال الاجتماع المرتقب، وفي هذا الإطار، ذكرت بلومبرج نيوز أن خبراء الاقتصاد والأسواق يتوقعون أن يخفض بنك كندا سعر الفائدة الرئيسي بمقدار نصف نقطة مئوية إلى 3.75% خلال إعلانه عن سعر الفائدة.

وكذلك، قال جيم ثورن، كبير استراتيجيي السوق في شركة ويلينجتون-ألتوس برايفيت ويلث، في مقابلة مع شبكة بي إن إن بلومبرج، إنه يتوقع أيضًا خفضًا بمقدار 50 نقطة أساس، مضيفًا أن خفضًا بمقدار 75 نقطة أساس من شأنه أن يثير الذعر بين الناس.

وأيضا، توقع بنك CIBC أن يستقر سعر الفائدة لبنك كندا عند 2.25% بحلول نهاية عام 2025، في حين توقع بنكي BMO وTD Bank انخفاضا أكثر تواضعا لسعر الفائدة الكندية إلى 2.50%، بينما توقع سكوتيا بنك تخفيفا أقل بكثير من جانب بنك كندا، حيث يتوقع أن ينخفض ​​سعر الفائدة إلى 3.00% بحلول نهاية عام 2025.

ثالثا: تصريحات صانعي القرار داخل بنك كندا حول السياسة النقدية:

خلال الفترة الماضية، صدرت بعض التصريحات من قبل صانعي السياسة النقدية في بنك كندا، حيث قال نائب محافظ بنك كندا ، تيف ماكلم، إن الاضطرابات التجارية قد تعني انحرافات أكبر عن هدف التضخم، وأن الاضطرابات التجارية تزيد من تقلبات التضخم.

وكذلك، أكد محافظ البنك على أنه يجب على بنك كندا التركيز على إدارة المخاطر، وموازنة المخاطر الصعودية للتضخم مع المخاطر الهبوطية للنمو الاقتصادي، وأنه قد لا تنخفض تكلفة السلع العالمية، وقد يزيد ذلك من الضغوط الصعودية على التضخم.

وأيضا، قال محافظ بنك كندا تيف ماكلم، في تورنتو خلال مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي، إن تبني الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات قد يزيد من ضغوط الأسعار في الأمد القريب من خلال تعزيز الطلب، على الرغم من أن آثاره الكاملة لن تكون واضحة في أي وقت قريب.

رابعا: السيناريوهات المتوقعة لقرارات بنك كندا:

يتمثل السيناريو الأول، في قيام بنك كندا بخفض الفائدة لتستقر عند 3.75%، وبالتالي ستراقب الأسواق بيان الفائدة وتصريحات محافظ البنك، وما قد يتضمنه من تلميحات حول استمرار هدوء ضغوط التضخم والمزيد من خفض الفائدة بالفترة المقبلة، وهذا السيناريو، قد يكون له تأثير سلبي على تداولات الدولار الكندي وبخاصة زوج الدولار كندي.

بينما السيناريو الثاني، يتمثل في أن يتجه بنك كندا إلى خفض الفائدة ولكن البنك قد يحذر من عودة التضخم للارتفاع مجددا، وبأنه سيراقب البيانات الاقتصادية المقبلة ولن يقدم على المزيد من خفض الفائدة قريبا، وهذا السيناريو في حالة حدوثه فقد يكون له تأثير إيجابي قوي بتحركات الدولار الكندي بأسواق العملات.