اليابان كما أميركا وبريطانيا تدعو مواطنيها لمغادرة لبنان فوراً ، وتقول إن تعذر ذلك ستقوم بإرسال إسطول عسكري جوي لإجلاء رعاياها.
في نفس السياق قامت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بإرسال قواتهما للقيام بعملية اجلاء طارئة لرعاياهما.
هذا وقد عبّر مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن غضبهم من التحول المفاجئ في مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً في لبنان، إذ تسببت تصريحاته المتناقضة في خلق توتر مع البيت الأبيض، في وقت يعكف فيه مسؤولون إسرائيليون وأميركيون في عقد اجتماعات لبحث اقتراح جديد لوقف إطلاق النار في الجبهة الشمالية.
وتسببت تصريحات نتنياهو السابقة التي نفى فيها وجود تفاهم خاص مع الولايات المتحدة بشأن اقتراح وقف إطلاق النار في خلق توترات مع البيت الأبيض، وفق ما نقله موقع "أكسيوس".
وعلى الرغم من أن نتنياهو كان جزءاً من المفاوضات بشأن مبادرة وقف إطلاق النار في الجبهة الشمالية، إلا أنه نأى بنفسه، الخميس، عن الاقتراح تحت ضغط سياسي من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، ثم عاد وأشار في بيان جديد، الجمعة، إلى أن فرقاً إسرائيلية عقدت اجتماعات لمناقشة مقترحات أميركية لوقف إطلاق النار على جبهة لبنان، وستواصل المناقشات في الأيام المقبلة، لافتاً إلى أنه يقدر الجهود الأميركية.
ونقل "أكسيوس" أن البيت الأبيض كان غاضباً من ما وصفه بـ"التحول المفاجئ" من قبل نتنياهو بشأن مبادرة وقف إطلاق النار، التي ساعدت الولايات المتحدة في صياغتها بالتعاون مع فرنسا ودول أخرى. وأفاد البيت الأبيض أن نتنياهو أبدى دعمه للمبادرة في البداية، لكنه تراجع عن موقفه بعد معارضة داخلية واسعة في إسرائيل.
وأشار مسؤولون أميركيون، إلى أنه "وفقاً للتفاهمات المبكرة مع نتنياهو، كان من المفترض أن يُصدر بياناً يرحب فيه بمقترح وقف إطلاق النار، ويعرب عن استعداده لمناقشته".
اجتماعات صعبة
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في اتصال هاتفي مع الصحافيين، إن إدارة بايدن لم تكن لتتقدم باقتراح وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً إذا لم تكن تعتقد أن الحكومة الإسرائيلية كانت على استعداد لذلك. وقال كيربي: "لا أعرف لماذا قال نتنياهو ما قاله ولا أعرف ما هي اعتباراته - سواء كانت سياسية أو عملية. اسأله لماذا قال ذلك".
والتقى وزير الشؤون الاستراتيجية المقرب من نتنياهو، رون ديرمر، بمستشاري بايدن، بريت ماكجورك، وآموس هوكستين، وقال مسؤول أميركي لـ"أكسيوس" إنه كان اجتماعاً صعباً للغاية.
وفي وقت لاحق، التقى ديرمر بوزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي أخبره أنه "من المهم" التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية، والتسوية الدبلوماسية التي ستسمح للمدنيين على جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم، حسبما ذكرت الخارجية الأميركية.
وقال بلينكن لديمر إن "المزيد من التصعيد للصراع لن يؤدي إلا إلى جعل هذا الهدف أكثر صعوبة".
كما حث بلينكن ديرمر على قبول الاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً على الحدود الشمالية، مشيراً إلى أن التصعيد العسكري سيعقد جهود إعادة سكان الشمال إلى منازلهم.
وبعد ساعات قليلة من هذه الاجتماعات، نشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بياناً جديداً باللغة الإنجليزية، يعترف بأن دعوة الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار كانت "منسقة مع إسرائيل".
وأكد مكتب نتنياهو الجمعة، أن الولايات المتحدة قدمت هذا الأسبوع اقتراحاً لإسرائيل، تم صياغته بالتعاون مع دول أخرى، يهدف إلى وقف إطلاق النار في لبنان". وأكد البيان أن "إسرائيل تتشارك في هدف الاقتراح المتمثل في إعادة سكان الشمال إلى منازلهم"، مضيفًا أن "إسرائيل تقدر الجهود الأميركية، وستواصل المناقشات في الأيام المقبلة".
وتأتي هذه التصريحات عكس ما كان صرح به نتنياهو الخميس، حيث قال إن الأخبار التي تشير إلى قرب التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل ولبنان غير صحيحة، موضحاً أنه لم يرد بعد على الاقتراح المقدم من الولايات المتحدة وفرنسا.
وأوضح مكتب نتنياهو، أن "الخبر المتعلق بتوجيهات لتهدئة القتال في الشمال غير دقيق"، مشيراً إلى أن "رئيس الوزراء وجه الجيش الإسرائيلي بمواصلة العمليات العسكرية بكل قوتها، وفق الخطط المقدمة إليه، وأن العمليات في غزة ستستمر حتى تحقيق جميع أهداف الحرب".
بدوره كرر السفير الأميركي لدى إسرائيل جاك ليو، دعوة إدارة بايدن لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً بين إسرائيل و"حزب الله"، في حين أشار إلى أن الجماعة اللبنانية كانت وراء الصراع الدائر على طول الخط الأزرق.
وقال ليو على منصة "إكس": "منذ أن بدأ حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل في 8 أكتوبر، أجبرت موجات متتالية من الضربات والهجمات المضادة الناس على ترك منازلهم".
وتابع أن "الخطر غير المقبول المتمثل في التصعيد الإقليمي الأوسع نطاقاً، يتطلب اتخاذ إجراءات فورية"، معتبراً أن وقف إطلاق النار الذي تدعمه أكثر من 12 دولة "هو أفضل وسيلة للدبلوماسية لاستعادة الأمن، حتى يتمكن المواطنون من العودة إلى ديارهم".
وأوضح المسؤول الأميركي: "يجب أن تتغير الظروف في شمال إسرائيل وجنوب لبنان للسماح بعودتهم الآمنة. وأضاف ليو: "في الوقت نفسه، نتحرك كل يوم نحو اتفاق لتحرير الرهائن وتحقيق وقف إطلاق النار في غزة".
وقال مسؤول أميركي رفيع لموقع "أكسيوس" إن اقتراح وقف إطلاق النار في لبنان، "لا يزال على الطاولة"، وأن إدارة بايدن تواصل العمل عليه. في الوقت نفسه، ستواصل الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل لتجنب تصعيد كبير في المنطقة.
محاكاة اجتياح بري
وخلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني السياسي، الأربعاء الماضي، لم تُطرح مسألة وقف إطلاق النار على الإطلاق، واستمع الوزراء بشكل أساسي إلى خطط الجيش الإسرائيلي لمواصلة القتال، وفق المصادر.
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه أجرى تدريباً يحاكي مناورة برية في لبنان، الخميس، وسط تساؤلات بشأن ما إذا كان "حزب الله" قادراً على احتمال هذا الضغط وقدرته على الرد.
وعندما خرج وزراء حكومة نتنياهو من الاجتماع، واطلعوا على التقارير المتعلقة بمقترح وقف إطلاق النار، بدأ بعضهم في إصدار بيانات حادة ضد هذا التحرك.
وقالت المصادر، إنه "عندما سمع نتنياهو بهذه التصريحات وهو في الطائرة، سارع مكتبه إلى إصدار بيان ينفي وجود وقف لإطلاق النار، مؤكداً أنه "لم يقدم بعد رده على المقترح".
وأشار مسؤول أميركي، إلى أن ديرمر ونتنياهو "كانا على دراية بتفاصيل المفاوضات حول صيغة البيان الداعي لوقف إطلاق النار، وكانا على علم بكل كلمة".
وأوضح أن البيت الأبيض لم يكن ليصدر نداءً لوقف إطلاق النار "دون أن يتلقى رسالة من نتنياهو والجانب اللبناني بأنهم يوافقون من حيث المبدأ".