كيف عملت واشنطن على تهدئة مخاوف الصين بشأن هاريس؟

بعد محادثات في الصين تهدف إلى ضمان استقرار العلاقات قبل الانتخابات الأمريكية، أشاد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، بمؤهلات المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، كامالا هاريس، لإدارة واحدة من أهم العلاقات الثنائية في العالم.

وسلط سوليفان الضوء، على خبرة نائبة الرئيس في التعامل مع كبار القادة في الصين، ودورها في تشكيل سياسة منطقة آسيا والمحيط الهادئ، خلال مؤتمر صحافي في بكين، أمس الخميس، حيث اختتم زيارة استمرت ثلاثة أيام للدولة الآسيوية، بحسب وكالة "بلومبيرج" الأمريكية.

وقال: "كانت نائبة الرئيس هاريس عضوا محوريا في فريق السياسة الخارجية لبايدن"، مستشهدا على وجه التحديد بدورها في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

وأضاف: "لقد أتيحت لها الفرصة لتبادل النقاش مع الرئيس شي جين بينج، ومع رئيس الوزراء لي تشيانج، لذلك فهي معروفة لكلا الزعيمين الرئيسيين في الصين".

وبدا أن الزيارة تهدف إلى معالجة المخاوف بشأن افتقار المرشحة الديمقراطية إلى الخبرة في السياسة الخارجية، إذ ينتظر الناخبون منها أن توضح أجندتها قبل التصويت في نوفمبر، وفق "بلومبيرج".

حواجز واقية للعلاقات
وعلى عكس الرئيس بايدن الذي أعلن عن "90 ساعة" من المحادثات مع شي جين بينج على مدار حياتهما السياسية الطويلة، التقت هاريس بالزعيم الصيني فقط على هامش قمة في تايلندا، فيما لم تزر بكين كنائبة الرئيس، بسبب القيود المفروضة بسبب وباء فيروس كورونا، والتي حدت من السفر لسنوات.

كانت رحلة سوليفان، تهدف إلى وضع حواجز واقية للعلاقات، إذ تستعد بكين لفترة مضطربة في السياسة الأمريكية، مع وجود تخوفات بشأن هوية الرئيس المقبل.

وقال دا وي، مدير مركز الأمن والاستراتيجية الدولية في جامعة تسينجهوا في بكين، إن موسم الانتخابات قد يثير الشكوك لدى الجانبين، مما يجعل رحلة سوليفان مهمة لضمان الاستقرار.

وأضاف: "قد تشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن الصين قد تتدخل في الانتخابات، في حين قد يخشى الجانب الصيني من أن يستخدم البعض في الولايات المتحدة، ورقة الصين لتحقيق فوائد سياسية محلية".

وخلال نحو 14 ساعة من المحادثات في بكين، والتي شملت أول اجتماع فردي له مع الرئيس الصيني، قال سوليفان، إنه ناقش ملف هاريس، رغم أنه رفض الخوض في تفاصيل الأسئلة التي ربما طرحها المسؤولون الصينيون بشأن الانتخابات.

وقال: "لقد تمكنتُ من مشاركة تجربتي ومنظوري في العمل بشكل وثيق مع نائبة الرئيس، والدور الذي لعبته على مدار السنوات الأربع الماضية".

وأشار سوليفان إلى أنه كما كان متوقعاً، ستواصل هاريس تنفيذ سياسة بايدن بشأن الصين، قائلاً إنها تقدر "خطوط الاتصال المفتوحة رفيعة المستوى".