آخر الأخبار

مونتريال: الغاء إجتماع ترودو مع قيادات المجتمعات المسلمة بعد إعتذار الكثيرين منهم عن المشاركة

أفادت شبكة ’’سي بي سي‘‘ الإخبارية أنّه تمّ إلغاء اجتماع بين رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو ووجهاء من المسلمين في مقاطعة كيبيك كان من المقرر عقده بعد ظهر أمس إلى الشمال من مونتريال، قبل أسابيع معدودة من موعد انتخابات فرعية حاسمة في كبرى مدن كيبيك، وذلك بعد أن رفض العديد من المدعوين الحضور. 

’’لا يزال العديد من أفراد جاليتنا يشعرون بالغضب والإحباط تجاه حكومة ببساطة لم تعمل، من وجهة نظرهم، بنزاهة فيما يتعلق بما يحدث في قطاع غزة أو في معالجة الارتفاع الحاد في الإسلاموفوبيا في كندا‘‘، قال ’’المجلس الوطني للمسلمين الكنديين‘‘ (CNMC / NCCM) في بيان صحفي.

’’على الرغم من أنّ جاليتنا ليست كتلة واحدة، هذا الشعور منتشر على نطاق واسع‘‘، أضافت في بيانها هذه المنظمة غير الحكومية التي سبق لها أن ألغت أواخر كانون الثاني (يناير) الفائت اجتماعاً كان مقرراً مع ترودو، متهمةً آنذاك حكومته بالفشل في حماية الفلسطينيين وفي اتخاذ ’’إجراءات ملموسة‘‘ ضد جرائم الكراهية.

لم يكن من الواضح عدد الأشخاص الذين تمت دعوتهم إلى هذا الحدث، لكنّ ’’المجلس الوطني للمسلمين الكنديين‘‘ قال إنّ ’’العديد‘‘ من الأشخاص الذين تمت دعوتهم، ومن بينهم ’’قادة وأئمة‘‘، رفضوا الحضور.

وأُرسلت الدعوات شفهياً من قبل مكتب عضو مجلس العموم فيصل الخوري، وفقاً لاثنين من أفراد الجالية المسلمة في كيبيك تحدثا إلى ’’سي بي سي‘‘. ويمثّل الخوري، اللبناني الأصل، دائرة ’’لافال ليزيل‘‘ في مدينة لافال شمالَ مونتريال تحت راية الحزب الليبرالي الكندي الذي يقوده ترودو.

وطُلب من الضيوف الذهاب إلى ’’شاتو رويال‘‘، وهي قاعة استقبال في لافال، وأُبلِغوا بتوقّع مقابلة ترودو عند الساعة 3:00 من بعد ظهر أمس.

وبعد أن قرر العديد من المدعوين عدم الحضور، ظهر متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين أمام القاعة بدلاً منهم.

المتحدثة باسم شرطة بلدية لافال، ستيفاني بشارة، قالت إنه تم استدعاء قوة من الشرطة إلى المكان وإنّ هذه الأخيرة تمكنت من تفريق الحشد الذي كان سلمياً. وأضافت أنّ الشرطة أكدت أنّ اجتماعاً كان من المقرر عقده بحضور ترودو في قاعة ’’شاتو رويال‘‘ قد أُلغي وأنها أبلغت المتظاهرين بذلك.
 

وأصدر مكتب رئيس الحكومة الكندية بياناً صحفياً تجنّب فيه التعليق على ما إذا كان ترودو ينوي حضور الاجتماع.

وقال المكتب في بيانه إنّ رئيس الحكومة الكندية ’’كان على الدوام ولا يزال ملتزماً بإجراء محادثات صعبة ومهمة بشأن الأزمة المستمرة في الشرق الأوسط‘‘.

ولم يرد مكتب النائب فيصل الخوري هو الآخر على طلبات بالتعليق.

وتضمّن البرنامج الرسمي لترودو أمس لقاءً بكبار السنّ في مدينة غاتينو الكيبيكية تمحور حول رعاية الأسنان العامة.

’’الجالية المسلمة مستاءة جداً، جداً،ممّا يحدث في قطاع غزّة‘‘

الإمام حسن غيّه كان من بين المدعوّين إلى لقاء رئيس الحكومة في لافال، لكنه آثر عدم الحضور. وهو وصف الدعوة إلى هذا اللقاء الذي لم يُعقد في النهاية بعملية لاستمالة الجالية المسلمة.

’’الجالية المسلمة مستاءة جداً، جداً، ممّا يحدث في قطاع غزة‘‘، قال غيّه، مضيفاً أنّ ’’الحكومة مترددة في اتخاذ موقف يتماشى مع القيم الكندية وفي حماية القانون الدولي والأرواح البشرية‘‘.

يُذكر أنّ حكومة ترودو دعت مراراً إلى وقف إطلاق نار إنساني في النزاع الدموي بين حكومة إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

وفي آذار (مارس) الفائت ساهمت الحكومة الليبرالية أيضاً في تمرير نسخة مخففة من اقتراح تقدّم به الحزب الديمقراطي الجديد (يساري التوجه) يدعو إلى فرض حظر على تصدير السلاح إلى إسرائيل وإلى ’’السعي بنشاط‘‘ لإنشاء دولة فلسطينية كجزء من الحلّ القائم على أساس دولتيْن، واحدة فلسطينية وأُخرى إسرائيلية.

وتأتي محاولة ترودو التقرّب من المسلمين في منطقة مونتريال قبل أقلّ من أربعة أسابيع من موعد انتخابات فدرالية فرعية في دائرة ’’لاسال – إمار – فردان‘‘ في مونتريال وبعد شهريْن من خسارة حزبه الليبرالي دائرة ’’تورونتو – سانت بولز‘‘، أحد معاقله في تورونتو، أمام حزب المحافظين الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم.

ويحصل الليبراليون بقيادة ترودو على أرقام ضعيفة في استطلاعات الرأي على امتداد كندا منذ أكثر من عام. ويشير أحد الاستطلاعات على الأقل إلى أنهم يفقدون دعم المسلمين واليهود لهم على حدّ سواء بسبب الصراع في الشرق الأوسط.