أعلنت منظمة الصحة العالمية، تفشي مرض "مبوكس" جدري القرود، في أجزاء من أفريقيا باعتباره حالة طوارئ صحية عامة تثير القلق على المستوى الدولي.
يُعرف هذا المرض شديد العدوى، والذي كان يُسمى سابقًا جدري القرود، بأنه أودى بحياة 450 شخصًا على الأقل خلال تفشيه الأولي في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقد انتشر الآن عبر أجزاء من وسط وشرق أفريقيا، مما أثار قلق العلماء بسبب سرعة انتشار المتحور الجديد من المرض وارتفاع معدل الوفيات المرتبط به، وفقًا لبي بي سي.
وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، عن قلقه العميق من احتمال انتشار المرض بشكل أكبر داخل أفريقيا وخارجها، مشددًا على أهمية استجابة دولية منسقة لوقف هذا التفشي وإنقاذ الأرواح.
• ما هو جدري القرود؟
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، جدري القرود، ويُعرف اختصاراً باسم إمبوكس (Mpox)، هو مرضٌ يسببه فيروس جدري القرود.
وهو عدوى فيروسية يمكن أن تنتشر بين الناس وأحياناً من البيئة إلى الناس عبر الأشياء والأسطح التي يلمسها شخص مصاب بجدري القردة. وفي الأماكن التي يوجد فيها فيروس جدري القرود بين بعض الحيوانات البرية،
يمكن أيضاً أن ينتقل من الحيوانات المصابة إلى الأشخاص المخالطين لها.
• كيف ينتقل المرض؟
ينتقل مرض مبوكس من خلال الاتصال الوثيق، مثل ممارسة الجنس، التلامس الجلدي، والتنفس بالقرب من شخص مصاب. ويسبب هذا المرض أعراضًا مشابهة للإنفلونزا، وآفات جلدية، وقد يكون قاتلًا حيث تصل نسبة الوفيات إلى 4% من المصابين.
ويمكن أن ينتشر الفيروس أيضاً أثناء الحمل إلى الجنين، خلال الولادة أو بعدها عن طريق ملامسة الجلد للجلد، أو من أحد الوالدين المصاب بجدري القرود إلى الرضيع أو الطفل أثناء المخالطة الوثيقة.
وخلال الفاشية العالمية التي اندلعت في عام 2022، انتشر الفيروس أساساً من خلال الاتصال الجنسي.
ويمكن السيطرة على تفشي المرض باستخدام اللقاحات، إلا أن هذه اللقاحات تُتاح عادةً فقط للأشخاص الأكثر عرضة للخطر أو الذين كانوا على اتصال وثيق بشخص مصاب، بحسب منظمة الصحة العالمية.
هناك نوعان رئيسيان من مبوكس - Clade 1 وClade 2. وكانت حالة الطوارئ الصحية العامة السابقة، التي أُعلنت في عام 2022، ناجمة عن سلالة Clade 2 التي تُعتبر أخف نسبيًا.
ومع ذلك، فإن السلالة Clade 1 الأكثر فتكًا هي التي تنتشر حاليًا، وقد تسببت في قتل ما يصل إلى 10% من المرضى في تفشيات سابقة.
منذ بداية هذا العام، تم تسجيل أكثر من 13,700 حالة إصابة بمبوكس في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع وفاة ما لا يقل عن 450 شخصًا. وقد تم اكتشاف المرض أيضًا في دول أفريقية أخرى مثل بوروندي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وكينيا، ورواندا.
يأمل الخبراء أن يُسهم إعلان مبوكس كحالة طوارئ صحية عامة في تسريع جهود البحث والتمويل وتطبيق تدابير الصحة العامة الدولية.
• ماذا يعني إعلان حالة الطوارئ؟
إعلان الطوارئ الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية يهدف إلى حث الوكالات المانحة والدول على التحرك. ولكن الاستجابة العالمية للإعلانات السابقة كانت مختلطة.
وقال الدكتور جان كاسيا، المدير العام لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، إن إعلان الوكالة عن حالة الطوارئ الصحية العامة كان يهدف إلى "حشد مؤسساتنا وإرادتنا الجماعية ومواردنا للتصرف بسرعة وحسم". وناشد شركاء أفريقيا الدوليين المساعدة، قائلاً إن تصاعد حالات الإصابة في أفريقيا تم تجاهله إلى حد كبير