في المقهى المرتفعة عن الرصيف أربع رغبات،
أن تقيم علاقة عاطفية مع المكان،
أن تستسقي تأملك بفنجان قهوة،
أن تثير حفيظة الوقت بالإهمال،
أن تنقع الحب في لقاء غرامي...
في المقهى المرتفعة
ترتفع يد النادل بالتحية
ويرتفع دخان السجائر إلى الأعلى
وترتفع يدي بفنجان القهوة قريبا من فمي
ويرفع عاشق غرّة حبيبته عن جبينها
وهي ترفع رأسها ونظرها إليه قليلا
وترتفع المقهى معهما رغبة خامسة
ويرتفع الطريق عن خط الفقر
ويرتفع نبض الجميع...
*
على الجدار صورة جديدة معلّقة لبيت عتيق
كم يبدو جديدا
وعلى صورة وجهي العتيق ترتسم تجاعيد جديدة
كم أبدو عتيقا...
*
في غرفتي الطقس بارد جدا
وفي الغرفة المجاورة يبدو الطقس حارا جدا
الأصوات نحيلة
كأن شمعها يذوب...
*
وأنا أقطع الطريق على قدميّ
يقطعني الطريق كرسالة خالدة على جثتي
لم أمتْ
فأنا مفترق طرق...
*
على الرصيف بسطة لبيع الكتب وبجانب كتاب "الهوية القاتلة" هوية مرمية ضائعة لشخص ما
هل يتم تسجيلها
كجريمة ضد مجهول...
*
هويتي ضائعة
لديّ تذكرة
تذكّرني باسمي واسمي بلادي واسم أمي
وتثبتُ لكم أني لستُ مجهول القيود...
*
لا يوجد أمة في العالم
يوجد فيها أدب اسمه أدب المهجر
إلا في هذه البلاد التي يزدهر فيها نوعان من الأدب
أدب السجون والمعتقلات
وأدب المهجر والنزوح والتشرّد
والحداثة مجرّد تحديث أدوات التعذيب وطرق التهجير وطرق الكتابة عنهما...
*
أنا الآن أكتب
وفي رأسي غيوم تمطر
وفوقي غيوم تمطر
وفي مكان ما عيون امرأة تمطر
سأحاول أن أجد تعريفا أكثر حداثة للعطش
أنا "سيء الحظ" في التداول الرسمي للمواطن
و"سيء السمعة" في التداول الرسمي الطائفي
و"سيء الذكر" في التداول الرسمي الأمني...
==