آخر الأخبار

لماذا لا زال أصل تسمية "أمريكا"بهذا الاسم يثير جدلا واسعا؟

منذ نهاية القرن التاسع عشر، سعى العديد من المؤرخين لإثبات أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تدين بتسميتها للمستكشف الإيطالي أمريكو فسبوتشي.

تعلمنا في المدارس أن تسمية "أمريكا" لاح في الأفق خلال عصر النهضة الأوروبية سنة 1507، تيمنا بالملاح الفلورنسي أمريكو فسبوتشي. ويعود ذلك أساسا إلى أن فيسبوتشي كان أول من اعتبر أن الأراضي الجديدة، التي اكتشفها الأوروبيون نهاية القرن الخامس عشر، ليست جزءا من القارة الآسيوية، بل عالما جديدا.

ولكن ذلك لم يمنع العديد المؤرخين عن ابداء موقفهم حول تسمية "أمريكا"، الذي يعتبرونه تضليلا تاريخيا ليس له علاقة بينه وبين اسم الملاح الفلورنسي. ولتحقيق ذلك، قدم المؤرخون مجموعة متنوعة من الحجج لتغيير قناعات المجتمع التاريخي الدولي.

لاحت المشكلة في الأفق خلال سنة 1890، تحديدا خلال احياء الذكرى المئوية الرابعة لوصول المستكشف كريستوف كولومب إلى العالم الجديد التي نظمها المعرض العالمي الكولومبي في مدينة شيكاغو. لعل من أبرز العلماء الذين فتحوا هذا الملف جول ماركو (1824-1898)، وهو جيولوجي فرنسي عاش في مدينة كامبريدج (ماساتشوستس)، حيث عمل على اثبات أن مصطلح "أمريكا" ليس أوروبيا بل مصطلح أمريكي أصلي.

ولتعليل ذلك، استند الجيولوجي على حجج تؤكد أن تسمية القارة الجديدة أقتبس من سلسلة جبال يطلق عليها اسم "أميريك" وتقع بين بحيرة نيكاراغوا والبحر الكاريبي. كما يقال إن هذه المنطقة كان يسكنها قبيلة من الهنود تسمى بدورها "أميريك" والتي تعني في لغة المايا "بلد الريح" أو "البلد الذي تهب فيه الرياح دائمًا".

وتجدر الإشارة إلى أنه خلال سنة 1890، لم تهتم الولايات المتحدة كثيرا بنظرية الجيولوجي الفرنسي، حيث كانت البلاد تلملم جراح الحرب الأهلية الدامية وتستعد لتقدم نفسها كقوة عالمية.  

وخلال سنة 1908، نشر ألفريد هود، وهو متخصص إنجليزي بالأثريات، تقريرا ادعى فيه أن تسمية "أمريكا" تعود في الحقيقة إلى بداية القرن السادس عشر، حيث أقتبس اسم العالم الجديد من ريتشارد اميريك، وهو تاجر ثري من مدينة برستل الانجليزية. كما عرف عنه دعمه المالي للمستكشف سباستيان كابوت.

ومن جهة أخرى، نسب مؤرخون اسم "أمريكا" لكريستوف كولومب نفسه مؤكدين أنه خلال رحلته إلى أيسلندا بين سنتي 1477 و1478 تلقى المستكشف الايطالي أخبارا عن أرض تدعى "ماركيلاند". ولإقناع الملوك الكاثوليك في إسبانيا بتمويل رحلته الاستكشافية، قدم لهم وعودا بتسمية الأراضي الجديدة باسم إسباني عبر الغاء كلمة "لاند" من "ماركيلاند" وإضافة حرف "أ" في أول وآخر الكلمة لتصبح "أماركيا" ثم "أمريكا".