آخر الأخبار

فنّان من السكّان الأصليّين يكرّم ذكرى 215 طفلا من ضحايا المدارس الداخليّة

مضت ثلاثة أشهر على اكتشاف رفات 215 طفلا من أبناء السكّان الأصليّين في موقع مدرسة داخليّة سابقة في Kamloops في مقاطعة بريتيش كولومبيا.

وقد تمّ العثور على رفات الأطفال في مايو الماضي، وتمّ العثور في الشهر التالي على 751 قبراً لأشخاص مجهولين في موقع مدرسة داخليّة سابقة في Marieval في مقاطعة Saskatchewan.

وأعلنت الحكومة الكنديّة عن مساعدة ماليّة لمواجهة تداعيات الصدمة التي أحدثها اكتشاف القبور المجهولة.

وقرّر الفنّان جوني باندورا الذي ينتمي إلى شعب ساليش من السكّان الأصليّين المساهمة في تخليد ذكرى الأطفال الضحايا على طريقته.

ولد باندورا في أقاليم الشمال الغربيّة ونشأ في كاملوبس ويقيم حاليّا في إدمونتون عاصمة مقاطعة ألبرتا.

وتابعت جدّته الدراسة في مدرسة Kamloops الداخليّة الإلزاميّة للسكّان الأصليّين في ثلاثينات القرن الماضي، ويقيم والده على مقربة من المدرسة في محيط الموقع الذي تمّ العثور فيه على رفات الأطفال.

ويوشك الفنّان على الانتهاء من مشروع فنّي يتضمّن 215 رَسماً تمثّل ما كان سيكون عليه كلّ من الأطفال لو كان قدَرهم مختلفا.

وأنهى الفنّان جوني باندورا حتّى الآن 200 من أصل 215 رسماً، يمثّل كلّ منها شخصيّة فريدة ترتدي زيّا فريدا.

واختار في رسومه أزياء تقليديّة وثوب ممرّضة وقاضٍ ولاعب هوكي على سبيل المثال.

"أردت التأكّد من تمثيل مختلف جوانب المجتمع، والتعبير بالفنّ عمّا كان قد حقّقه هؤلاء الأطفال لو قُدِّر لهم البقاء على قيد الحياة."

ويُجري الفنّان مباحثات حاليّا لِعرض رسومه في معرض Kamloops الفنّي عندما تُصبح كلّ الرسوم جاهزة.

كما يتطلع باندورا إلى إصدار كتاب يتضمّن كلّ الرسوم ليتمكّن الناس من مشاهدتها عن قرب، حيث يرى أنّ تداعيات مشاهدة الرسوم عن قرب أكبر بكثير من مشاهدتها عبر شاشة الكومبيوتر والهاتف الخليوي.

ويؤكّد، أبعد من تقديم الاعتذار، على ضرورة تكريم ذكرى أطفال السكّان الأصليّين ضحايا المدارس الداخليّة السابقة في كندا.

ويرغب الفنّان كما قال، في التأكيد على أهميّة ما كان سيحقّقه هؤلاء الأطفال في حياتهم، لأنّنا أضعنا قطعة لا يستهان بها من الإنسانيّة.

وقد فرضت كندا نظام المدارس الداخليّة بهدف إبعاد أبناء السكّان الأصليّين عن ذويهم وإدماجهم في ثقافة البيض.

وقد تمّ انتزاع نحو من 150 ألف طفل من ذويهم وإدخالهم في المدارس، حيث تعرّضوا لسوء المعاملة والتحرّش الجنسي والأمراض.

وتوفّي نحو من 4 آلاف طفل بسبب ظروف العيش المزرية في المدارس الداخليّة في مختلف أنحاء كندا.