خرجوا من منزلهم واحدا تلو الآخر قلقين يترقبون كأن أحدا خلفهم ، جلست الحسناء التي ترافقهم في المقعد الأمامي وأسرع الثلاثة الآخرون إلى الخلف ، بينما كنا نسير إلى القسم الشمالي من مدينة (وينيبغ) وأعينهم تتجه يمينا وشمالا رأيت في يد الفتاة علبة بيرة كانت تهم بفتحها ، رفعتُ لها يدي محذرا ، تظاهرتْ أنها لم ترني وأخذت تشرب بشراهة ، أهتزت أجسادهم جميعا عندما أوقفت سيارتي فجاءة ، إلتفتُ اليها قائلا :
-عفوا ، ألا تعلمين أن شرب الكحول في سيارات الإجرة ممنوع!
- نعم أعلم ذلك لكن من يرانا الآن ؟
- أنا أراك والناس من حولنا يرونك وفي السيارة عدسة تصوير ايضا ، لكنني سأمنحك فرصة أن تنزلي من سيارتي ، أكملي شرابك وعودي بعجل لأنني سوف لن اسير وهذه بيدك أبدا .
صاح بها أحدهم من الخلف وهي تفرغ الشراب بجوفها :
- جينيفر، ماذا تفعلين بحق المسيح لاوقت لدينا لتحمل طيشك وأفعالك الصبيانية ألا يكفيك ماشربتيه في المنزل نريد أن نصل بسرعة !
-حسنا لقد أفرغتها تماما .
عادت ألى مقعدها والعلبة في يدها ، رفعتها إلي قائلة :
-لاتقلق إنها فارغة تماما ، لايمكنني رميها في الطريق ستبقى في يدي حتى نصل منزل صاحبنا .
أخرج أحدهم كيسا مليئا كان بين فخذيه فتحه إليها قائلا : يمكنك أن تضعي العلبة الفارغة هنا أرى أن السائق غير مطمئنٍ لوجودها في يدك وإن كانت فارغة .
نظرتُ إليه خلال المرآة مبتسما قائلا :
-لابأس يمكنها أن تبقيها في يدها فليس من اللائق أن تضع النفايات مع أغراضكم .
- والكيس ايضا يحتوي على النفايات لاتقلق سيدي .
تحدث الشاب الذي كان يجلس خلف مقعدي خلال هاتفه قائلا : أنا (جيسن) ، أسمع سنصل في غضون عشر دقائق وحاجتك معنا أرجو أن يكون المبلغ كاملا ثلاثة آلاف دولار كما اتفقنا قبل ساعة .
إستدرتُ يمينا لأجد الطريق مليئة بالمركبات والحركة بطيئة جدا ، تسائل أحدهم عن سبب الزحمة الكبيرة ، أجابه أحدهم إما حادث سير أو صيانة المجاري .
أفزعني صوت الفتاة عندما صاحت قائلة : ياإلهي أنها نقطة تفتيش مفاجئة تقوم بها شرطة المقاطعة . طلبوا مني أن أجد لهم مهربا لكنهم تراجعوا عن طلبهم بعد أن رأوا أعداد السيارات التي تحيط بنا وخلفنا . إلتفتتْ إليهم الفتاة متسائلة : مالعمل الآن ؟ . أجابها (جيسن) : علينا أن ننجو بأنفسنا . فتحوا الأبواب وفروا هاربين ، صحت خلفهم : ياجماعة لقد نسيتم الكيس الأسود , أجاب أحدهم من بعيد : لقد قلنا لك ماهي إلا نفايات . خرجت من بين سيارات الشرطة دون أن يأمرني أحد بالوقوف , اوقفت سيارتي بعيدا عنهم ، أصابني القلق والخوف عندما فتحت الكيس فقد فيه كيسين صغيرين من الكوكايين وكيس من الأقراص البيضاء وكيس كبير من القنب (المروانا) ، كنت أتساءل أيعقل أن أجد نفسي يوماً أحمل هذه الأشياء وفي وضح النهار ، ماالذي سأفعله الآن ، هل أسلمها إلى الشرطة ، لكنني لاأريد أن أعرض نفسي لأسئلة كثيرة لاأطيقها ، هل أعطيها لصديقي (راين) فهو يتعاطى هذه الأشياء بكثرة سيكون سعيدا وأنا أضعها بين يديه ، ماذا سأفعل إذن . تذكرت آخر كلمة قالها أصحاب الكيس ، خاطبت نفسي قائلا : لقد صدقوا جميعا ، ماهي إلا نفايات .