كانت تقف أمام بوابة (كلوب ريجنت)- اكبر صالة قمار في( وينيبج) – عندما رفعت يدها ملوحة إلى سيارت الإجرة ألتي كانت تقف بكثرة في الجهة الأمامية من المبنى ، فتحت الباب بعجالة بعد وقوفي أمامها ، جلست في المقعد الخلفي قائلة :
- إلى مطعم ساحة الخيل (بوني كورال) ثم إلى حي (وندزر بارك) بعد أن ألتقط ابنتي من هناك رجاء .
- كيف حظك اليوم ؟
- كان سيئا ، لكنني جئت للتسلية على أية حال ريثما تنتهي ابنتي من موعدها لنغادر معا .
- موعد عمل أم موعد غرام ؟
- بل موعد غرام ، أرجو أن لايكون حظها كحظي في القمار اليوم ، بلغت العشرين من العمر ولم ترتبط بقرين أو تحضى بعشيق إلى الآن ، خجولة جدا ، لم يحالفها الحظ على الرغم من طيبة قلبها وجمال هيئتها ، إلتقت بشقيق أحدى صديقاتها في حفل زفاف ، واتفقا أن يكون موعد الغرام في ذلك المطعم ، أتمنى أن تكون قد نالت إعجابه ليقع في غرامها .
خرجت برفقته الينا بعد أن تلقت رسالة من هاتف إمها . قبَل شفتها مودعا ، رفع يده إلى أمها مبتسما قبل أن نتجه جنوبا حيث تسكن الأم وابنتها ، كانت علامات الرضا السرور تملأ وجه الأم عندما تحدثت إلى ابنتها قائلة:
- هاه ، خبريني كيف سارت الأمور بينكما وعما كان حديثكما ؟
- تحدثنا أولا عن أعمالنا ثم أخذ يسأل عن أمور شخصية لاتعنيه بشيء ، يعيدني إليها كلما أبعدته عنها .
- لا بأس أن يعرف عنك بعض الأمور الشخصية لأنك ستكونين جزءه الآخر في حياتكما الزوجية .
- اعرف ذلك ياامي ، لكنه يسأل كم كان سني عندما فقدت عذريتي وعن عدد الشباب الذين عاشرتهم وهل لازلت ألتقي ببعضهم أم لا .
- ماذا! وما شأنه بذلك طالما لم تكوني مرتبطة معه في ذلك الوقت ؟
- هكذا قلت ، بعد أن أجبته أن عمري كان خمسة عشر عاما عندما فقدت عذريتي مع أحد زملائى في المدرسة , لا أذكر عدد الشباب اللذين عاشرتهم وبالتأكيد ألتقي مع بعضهم لأنهم زملاء عمل .
- كيف بدا بعد ذلك .
- مسك يدي ثم ابتسم متظاهرا باللامبالات
- والآن قولي لي متى سيكون الموعد القادم ؟
- لن يكون هناك موعد آخر سأخبره أن لقائنا هذا كان الموعد الأخير .
- ماذا ! هل جننت ؟
- بل عقلت ياأمي , ألرجل الذي يطيل النظر إلى ماضي زوجته لن يستطيع أن يرى مستقبلها بوضوح .